وكان لهذا التوجه تأثيره الكبير على العلاقات السياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول العالم، والأهم من ذلك، ذلك الأثر السلبي الكبير الذي تركه هذا التوجه الأمريكي على الشعوب، بعيدا عن الحكومات، التي يتحالف بعضها مع الولايات المتحدة الأمريكية. وللإنصاف، فقد تعاطف الملايين على مستوى العالم مع ضحايا حادث البرجين وأدانوا الاعتداء على المدنيين الأبرياء تحت أي مسمى. لكن سرعان ما أجهزت الإدارة الأمريكية على هذا التعاطف، واتخدت منحنى يعد الأخطر في تاريخ السياسة الأمريكية الحديثة، حيث أعلنت الحرب على أفغانستان ثم العراق، دون سند حقيقي، حيث تبين أن أغلب المبررات التي ساقتها الإدارة الأمريكية تفتقد البينة والدليل.
في النهاية، لا سلام، لا ديمقراطية، وإنما حلّق الإرهاب عاليا ليرسم بسواده حلقات مفزعة انتجت ولا تزال مزيدا من الكوارث. كيف إذاً تتعرض الولايات المتحدة لاعتداءات إرهابية قالت إن القاعدة هي من قامت بها، ثم الآن تساهم بشكل فعال في ظهور ما يسمى بـ"داعش"، كما أنها تساند "جبهة النصرة"، التي هي جزء من تنظيم "القاعدة". هل فهمت شيئا؟ الأمر غامض بالفعل، لكن مع قليل من التفكير والتأمل، يمكن أن نصل لنتيجة منطقية، خاصة مع انكشاف العديد من الأسرار التي اختبأت خلف آلة الدعاية الغربية الجهنمية بعد التدخل الروسي المباشر في سوريا، والضربات الموجعة التي وجهها سلاح الجو الروسي للإرهابيين في سوريا. الولايات المتحدة الأمريكية ليست ضد داعش أو جبهة النصرة، إنما تمثل هذه التنظيمات أدوات تلعب بها الولايات المتحدة الأمريكية وفريقها الحليف من أجل تحقيق غايات تخدم مصالحها في المنطقة. الإرهاب لا يولد يا سادة، إنما يصنع، وقد صنع الغرب هذه الجماعات الإرهابية ودعمها بكل وسيلة حتى يصل لغاياته.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)