إعداد وتقديم نواف إبراهيم
طالبت المحكمة الجنائية الدولية السلطات الليبية في طرابلس، بتسليمها نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي سيف الإسلام القذافي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا على ماذا يحاكم سيف الإسلام القذافي؟ ولماذا تدويل هذه القضية في هذا الوقت بالذات؟ وأسئلة كثيرة هنا تبحث لنفسها عن أجوبة، بخصوص هذه المحكمة الدولية التي بالفعل تحولت إلى محكمة لتصفية الحسابات السياسية على الساحة الدولي، في الوقت الذي يقتل الشعب الليبي يومياً بأبشع أنواع الوسائل ويهجر من كل مكأن على الأرض الليبية، حتى وصلت الدولة الليبية إلى حالة يرثى لها من الضياع والدمار، حتى لم يبق من الدولة في حقيقة الأمر إلا الاسم حسب الخبراء والمحللين المتابعين للأوضاع في هذا البلد.
والأن يعود المشهد الليبي إلى الواجهة من خلال طلب محكمة الجنايات الدولية، ومن هنا يمكن بالفعل أن نرى أن ماجرى في ليبيا ومايجري في المنطقة ككل هو لعبة دولية متشابكة وتحولت إلى متاهة دموية لايذهب ضحاياها إلا أبناء المنطقة العربية ليس في ليبيا فحسب بل في العراق وسورية واليمن وفلسطين وحتى مصر، وفي الوقت الذي لايوجد فيه أي قوة عربية أو صوت عربي يصرخ في وجه هذا المجتمع الدولي الذي يرعى بشكل أو بآخر تدمير هذه الدول تدميراً ممنهجاً، وصل إلى مرحلة مآساوية لايمكن لأحد أن يتكهن بما يمكن أن تفضي إليه الأحداث في المرحلة القادمة، بعد أن سدت كل الطرق وغابت كل الوسائل والسبل التي من شأنها أن تعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل عام 2011 مع بداية ما يسمى بالربيع العربي الذي لم يأت لدول هذه المنطقة إلا بالحروب والويلات.
وبالعودة إلى موضوع محكمة سيف الإسلام القذافي، وممن تطالب هذ المحكمة تسيلم سيف الإسلام؟ من الذي أتت بهم ديمقراطية الغرب إلى السلطة في ليبيا، أم من المجموعات المسلحة التي قسمت ليبيا عملياً إلى دويلات متناحرة هنا وهناك في ظل صمت عالمي يندى له الجبين جراء الدموية التي تحيط بهذ الأحداث.
إذا تعود ليبيا إلى الواجهة من بوابة محكمة الجنايات الدولية، فهل يتم التحضير للعبة جديدة لابتزاز ليبيا مجدداً، ومالذي تريده المحكمة الدولية من طرح هذه القضية التي يشكك بقانونيتها في ظل غياب السلطات والمؤسسات الحكومية في ليبيا.
الناطق الرسمي باسم المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلّة الدكتور عبد الحميد الشندولي على نطرح هذه الأسئلة وغيرها