رحل "أبو عمار" عن عمرٍ يناهز (75 عاماً) في أحد مستشفيات باريس بعد صراع مع المرض الذي هاجمه بينما لا تزال ظروف وفاته غامضة، وسط ترجيح تعرضه للاغتيال. وقال الشاب فادي أبو حسنين من قطاع غزة لـ"سبوتنيك"، إن الرئيس "أبو عمار" رحل جسداً لا روحاً، فهو باقٍ في وجدان كل فلسطيني، وسيبقى تاريخه النضالي شعلة للدرب والانتفاضة التي يعدُّ هو مفجرها وحجر الأساس في طريق التحرير.
وأشار إلى أن "عرفات كان يحمل الهم الفلسطيني بزيه العسكري وكوفيته الفلسطينية، ولم ينس أبداً أن ينادي في كل محفل بضرورة التحرير، وفك قيد الأسرى في السجون الإسرائيلية، واستذكار الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذا الوطن، والتأكيد على حق العودة الذي كان يؤمن به ويدافع عنه. وتقلد الراحل ياسر عرفات العديد من المناصب، فكان رئيساً للسلطة الفلسطينية عام 1996، والرئيس الثالث لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، والقائد العام لحركة "فتح" التي كان أحد أبرز مؤسسيها عام 1959 وانطلاقها عام 1965.
وفي ذات السياق، قالت السيدة المقدسية سيرين محمد، لـ"سبوتنيك"، إن الساحة الفلسطينية على جميع أصعدتها خسرت مفكراً وقائداً ورجلاً عظيماً وأباً لكل فرد من أبناء الشعب، مشيرةً إلى أن "حالة من التفكك والانقسام استشرت في الجسد الفلسطيني منذ رحيل عرفات الذي كان يعد بمثابة الميزان الذي يضبط المسيرة السياسية في فلسطين".
وأضافت، "برحيل عرفات مات الذي وقف على منصة الأمم المتحدة ولم يكن رئيساً، والقائد الوحيد الذي اطمئن أعداؤه بموته إدراكاً لقوته ومكانته في مسيرة نضال الشعب الفلسطيني، ومات الإنسان الذي حمل البندقية وغصن الزيتون".
وفي عام 1994 مُنحت جائزة نوبل للسلام لياسر عرفات، لدوره في مفاوضات إنهاء الصراع الفلسطيني — الإسرائيلي وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة لأول مرة منذ النكبة عام 1948.
وكان من أبرز المحطات الصعبة في نضال الزعيم الراحل، ذلك الحصار الذي فرضه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرئيل شارون، في 29 مارس/آذار من عام 2002، وذلك رداً على تزعم عرفات للانتفاضة الفلسطينية الثانية.
حوصر الراحل ياسر عرفات داخل مقر المقاطعة في مدينة رام الله مع 480 من مرافقيه، فيما ظل صامداً متمسكاً بمواقفه.