وأعرب وزير الخارجية الأمريكي عن اعتقاده، بأن واشنطن لا يمكن أن تقبل استمرار الوضع الراهن في سوريا، لأنه "يمثل تهديدا لأمن الولايات المتحدة ولكل دولة أوروبية". وتابع كيري: "بالنسبة لأوروبا ليس هو تهديد بسبب ما حصل في باريس أو في أي مكان آخر، إنما هو تهديد لأن هذه الهجرة (من دول الشرق الأوسط) "قد تغير السياسة الأوروبية إلى الأبد".
وفي كلمة ألقاها في المنتدى الأمريكي الإسرائيلي في واشنطن قال كيري، "إذا شكلت روسيا وإيران كتلة وسمحتا لـ(الرئيس بشار الأسد) بإفشال العملية (السياسية)، وإذا لم يحدث هناك انتقال (سياسي في سوريا)، فسنكون مقيدين في خياراتنا وسنضطر إلى اتخاذ عدد من القرارات القاسية".
وأضاف، أنه "من الأهمية الحيوية أن تتحد إيران وتركيا والأردن ولبنان وروسيا والولايات المتحدة وجميع الحلفاء والائتلافات لضمان بقاء "سوريا موحدة".
وأفاد كيري، بأن الجولة التالية من المفاوضات بشأن تسوية الأزمة السورية ستجري في نيويورك قبل نهاية الشهر الجاري، مضيفاً أن المعارضة السورية اختارت أعضاء الوفد المكلف بخوض المفاوضات، وأنها "جاهزة للجلوس إلى طاولة الحوار إلى جانب كل من روسيا وإيران اللتين وافقتا على اقتراحنا حول ضرورة الانتقال (السياسي)" في سوريا.
وتابع كيري قائلاً، إن الهدف من هذا الانتقال هو تشكيل حكومة شاملة التمثيل خلال الأشهر الستة القادمة، على أن يتم خلال هذه الفترة وضع دستور جديد وآليات لتنظيم انتخابات يزمع إجراؤها خلال 18 شهراً تحت إشراف دولي.
وفي وقت سابق، أفاد الأمين العام للأمم المتحدة بالتحضير لهذه الجولة. ففي رده على سؤال عما إذا كان ممكنا أن تعقد، في 18 من الشهر الجاري، قال بان كي مون، إن الدول الأعضاء تنسق جهودها لكي تعقد الجولة الثالثة من عملية فيينا في نيويورك.
وتعتبر مشاورات فيينا أول منتدى جلس فيه إلى طاولة الحوار جميع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بالتسوية في سوريا. وأسفرت الجولتان الأولى والثانية عن بلورة وثيقة تحدد الأطر الزمنية لعملية التسوية ومراحلها.
ويتوقع، أن يسبق الجولة الثالثة في نيويورك وضع قائمة بأسماء المنظمات السورية المعارضة التي يمكن أن تشارك في العملية السياسية، والتنظيمات الإرهابية التي يجب إخراجها من هذه العملية.