وقد أقر ممثلو الأطراف الـ196 المشاركة في مؤتمر باريس حول المناخ، وهي 195 دولة زائد الاتحاد الأوروبي، اتفاقا "تاريخيا"، على حد وصف الكثيرين، حول إجراءات الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسي الذي ترأس أعمال قمة باريس باسم بلاده، في كلمة ختامية ألقاها أمس السبت، إن الاتفاق يهدف إلى منع ارتفاع حرارة الأرض أكثر من درجتين مئويتين ويتطلب مراجعة ما تم تطبيقه كل خمس سنوات.
وشدد فابيوس على أن هذه الوثيقة "تجعل العمل على خفض انبعاثات الغاز مسؤولية الجميع، مع تحديد كل طرف للخطوط الحمراء الخاصة به.
ولفت رئيس القمة إلى أن تنفيذ الاتفاق سيرمي إلى تحقيق الأمن الغذائي والتقدم الاقتصادي بالتوازي مع تخفيض الانبعاثات الغازية، وذلك من خلال تقديم 100 مليار دولار سنويا للدول النامية لمساعدتها على حماية البيئة ابتداء من عام 2020.
هذا ومن المقرر أن تحل الاتفاقية الجديدة محل بروتوكول كيوتو الذي سينتهي العمل به في عام 2020، والذي كانت الولايات المتحدة تقاطعه بسبب إعفاء الصين منافستها الاقتصادية من الالتزام ببنوده.
إلا أن الوثيقة الجديدة لن تدخل حيز التنفيذ إلا بعد المصادقة عليها من قبل 55 بلدا تطلق ما لا يقل عن 55% من الحجم الكلي لغازات الدفيئة.
وكان الرئيس الروسي الذي شارك في افتتاح قمة باريس، أشار إلى أن بلاده حريصة على الإسهام بقسط ملحوظ في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري، خاصة وتعتبر روسيا الاتحادية التي تبلغ مساحة أراضيها حوالي 17.1 مليون كيلومتر مربع، أكبر دولة في العالم من هذه الناحية.
ويرى بوتين أن الاتفاق الدولي المستقبلي حول المناخ يجب أن يكون ملزما للجميع.
وذكر في كلمته أن روسيا نفذت التزاماتها المترتبة على بروتوكول كيوتو، وهي تسعى الآن لتقليص انبعاث غازات الدفيئة في أراضيها بنسبة 30% بحلول عام 2030 مقارنة بعام 1990.
ولفت الرئيس الروسي في هذا الصدد إلى أن بلاده تعد من الدول الرائدة في مجال تبني تقنيات ترشيد استخدام الطاقة. واقترح بوتين عقد منتدى علمي خاص بمسائل المناخ واستنفاد الموارد الطبيعية برعاية الأمم المتحدة.