كيف استطاعت في فترة وجيزة أن تسيطر على كل هذه المساحة من الأرض؟
من يمولها؟
من أين لها بهذه الكوادر التي خلقت لها تواجدا على كل منصة إعلامية في الواقع وفي الفضاء الافتراضي؟
من يقودها وكيف تشكلت؟
ما هو الأساس الفكري الذي قامت عليه هذه المنظمة؟
لماذا ظهرت في هذا التوقيت بالذات؟ هل لها علاقة مباشرة بما يسمى الربيع العربي؟
كلها أسئلة تدور في أذهاننا جميعا، نبحث لها عن إجابة شافية، ربما أفادنا هذا في رصد الأسباب التي ساعدت على وجودها، علنا نتمكن من تبوير الأرض التي ظهر ونما فيها هذا النبت الشيطاني، ونواجه أنفسنا ربما ساعدنا بقصد أو غير قصد على نمو الفكر الذي أحاط عناصرها ومن يؤيدها، وربما شاركنا على نحو فعال حتى بصمتنا العاجز في انتشار أفكار رجعية كان علينا أن نحاربها بقوة، حتى لا نصحو يوما لنجد العالم حولنا وقد امتلأ بهذه الوحوش الضارية، التي ستعيدنا إلى زمن السيف، وتدمر كل ما أنجزته الحضارة الإنسانية.
ومنذ ظهور روسيا على ساحة الصراع على الأراضي السوري، والأسرار تنكشف واحدا تلو الآخر، فقد وجه سلاح الجو الروسي ضربات متتالية موجعة لداعش في مناطق مختلفة من سوريا، مما أربك رب العالم الحالي: الولايات المتحدة الأمريكية، التي تسعى بكل قوة لتسييل الأوضاع في المنطقة العربية وتفكيكها إلى دويلات متناحرة، لتستأثر هي بثرواته، وتحقق لاسرائيل ما تريد كملكة متوجة للمنطقة دون ازعاج، وتتخلص تماما من صداع القضية الفلسطينية، كل هذا تحت سمع وبصر دول عربية واسلامية ظنها البعض تناصر القضية الفلسطينية وتدعم الشعب الفلسطيني، لكنها في الحقيقة تعد قبر فلسطين. الولايات المتحدة وفريقها هم الذين صنعوا داعش، كجيش وكيل عنهم لتنفيذ خططهم في المنطقة. ولم يكن الغضب التركي الذي ظهر في أكثر صوره وضوحا في حادث اسقاط الطايرة العسكرية الروسية مصادفة، أو دفاعا عن السيادة التركية كما قال المسؤلون الأتراك حينذ، إنما تنفيذا لأوامر الناتو، الذي أراد التعبير عن غضبه من نتائج التدخل الروسي في الصراع السوري.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)