ولا يرجع إعجابي بهذا العبقري إلى إنجازاته التي غيرت قواعد اللعبة في عالم التكنولوجيا فقط، لكن إلى رحلة هذا الرجل وأفكاره التي صنعت كل هذا. حكاية تذكرني بإحدى الحكايات التي سمعناها صغارا، حيث أرسل الجد حفيده في رحلة للبحث عن كنز، وظل الشاب يبحث عن الكنز في رحلة طويلة خبر فيها ما لم يكن ليرى إن مكث في قريته الصغيرة التي تطل على البحر، وعندما عاد الشاب أخبر جده أنه لم يجد الكنز، ولكنه حكى له عما رأى وسمع وخبر خلال الرحلة، هنا ضحك الجد وقال له: يا ولدي الكنز في الرحلة… إنها الكنز الحقيقي.
لذا فإن رحلة ستيف جوبز التي يمكن تسميتها "رحلة من السذاجة إلى المعرفة، وإلى تغيير العالم" هي الكنز الحقيقي الذي يمكننا أن نتعلم كيف يمكن لفرد أن يغير العالم بأفكار من وحي خياله، أن يخلق واقعا جديدا داخل رأسه، ثم يحوله لحقيقة يحياها الناس. إنه الحلم…حلم الرجل الذي قال يوما: "أريد أن أترك بصمتي في الكون."
وعن تعريفه للإبداع، قال ستيف جوبز في معرض كلمته خلال مراسم استلامه لجائزة "الطبق الذهبي" عام 1982: إذا أردت ربط الأشياء بشكل إبداعي… يجب ألا تكون تجاربك عادية، كأي فرد آخر، فوفقا للدراسات النفسية، أكثر الناس إبداعا هم هؤلاء الذين يملكون خبرات واسعة، تلك التي تزودهم بالأفكار، وكلما تنوعت التجارب، صار ما يقدمونه أكثر تفردا.