لم تكن هذه هي الجائزة الأولى التي يحرزها الروائي الشاب أحمد عبد اللطيف، فقد سبق وحازت روايته "صانع المفاتيح" على جائزة الدولة التشجيعية عام 2010.
أختار عبد اللطيف، الذي يعمل بمجال الترجمة أيضا حيث درس اللغة الأسبانية وآدابها وترجم العديد من الأعمال إلى اللغة العربية، مسارا خاصا في حياته الفنية والإبداعية، فقرر أن يخلق عالما مختلفا، حيث يبدو عليه الإنشغال بالعديد من الأسئلة الوجودية والفلسفية من خلال أعماله، التي لا يطرح لها إجابات، إنما يثيرها. أرى في الحقيقة أن مسألة إثارة الأسئلة أصعب بكثير من الإجابة عليها، فقد تثير سؤالا واحد وتجد له إجابات بعدد البشر، ولا أتصور أن على المبدع أن يقدم إجابات.
ويظل هذا الشاب الذي يحب الصمت والتأمل قادرا في كل عمل جديد على تحدى نفسه وتقديم الجديد، الزاخر بالفكر والفلسفة والأسئلة الفارقة، لكن هذا لا يعني أبدا أن عبد اللطيف يقدم أعمالا ذهنية خالية من المتعة، على العكس إنه قادر على إمتاعك فنيا وجماليا إلى جانب استفزاز عقلك.
قال بعض النقاد، مثل الناقد الكبير جابر عصفور، أن أحمد عبد اللطيف يعد رائدا في الأدب المصري، لأنه ربما الأول الذي يعيد تقديم الواقعية السحرية اللاتينية لكن من منظور خاص، بصبغة مصرية، فكانت أعماله بمثابة واقعية سحرية مصرية. وربما يعود ذلك، كما يرى عصفور، إلى أن أحمد درس اللغة والأدب الأسباني، وقام بترجمة العديد من الأعمال من اللغة الأسبانية لساراماجو وجارسيا ماركيز، مما أثر عليه، فكان مشروعه الخاص مشروعا متميزا فريدا.
وقد أعلن فوز أحمد عبد اللطيف بالمركز الأول في فرع الرواية للشباب، مساء الثلاثاء 12 يناير مناصفة مع خالد أحمد عن "شرق الدائري". كما فاز بالمركز الثانى كل من طلال فيصل عن رواية "سرور"، والروائي أحمد إبراهيم الشريف عن رواية "مواسم الكبك". ترأس لجنة التحكيم لفرع الشباب د.أنور مغيث، وتشكلت من: الروائي محمود الورداني، الروائية منصورة عز الدين، الكاتب الصحفي محمد شعير.