وكلما أقترب تحقيق أحلام الموصليون، بالخلاص من تنظيم "داعش" وتحرير مدينتهم، تندلع أزمة وتُعرقل حصولهم على الحرية، أحدثها الخلافات السياسية بين الحكومة المركزية، والقوى الوطنية، بسبب مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل.
وسلطت "سبوتنيك" الضوء في حوارين مع الناطق الرسمي بإسم الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، قائممقام الموصل، حسين علي حاجم، الأحد، لكشف تداعيات وتطورات إعلان مشاركة الحشد في اقتلاع "داعش" من الموصل.
وإلى نص الحوار مع الناطق باسم الحشد، أحمد الأسدي..
سبوتنيك: أعلن رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، من تحت قبة البرلمان، أمس السبت، مشاركة الحشد الشعبي في معركة اقتلاع "داعش" من الموصل، فما هي استعداداتكم ؟
أحمد الأسدي: أعلنا مراراً وتكراراً بأننا سنشارك في تحرير الموصل، رداً على تساؤلات كثيرة أثارتها عدد من وسائل الإعلام نقلاً عن بعض المسؤولين العراقيين تحدثوا فيها عن منع الحشد الشعبي من المشاركة في هذه المعركة، وكل الاستعدادات جارية.
وتستعد فصائل الحشد الشعبي لاستعادة الموصل من "داعش"، في المعركة التي سيحدده القائد العام للقوات المسلحة، العبادي، انطلاقها وخططها العسكرية.
سبوتنيك: من أي مناطق ستنطلق فصائلكم نحو تحرير الموصل؟
الأسدي: تشكيلاتنا تبعد عن مركز المدينة.. من أغلب جهاتها، بضعة كيلو مترات، حيت أننا نتواجد في منطقة قريبة من قضاء الشرقاط الذي يُعتبر بوابة الموصل.
وانتشار لقوات من الحشد الشعبي في محور محمور جنوب غربي الموصل، وفي قضاء بعشيقة، غربي المدينة، ومناطق أخرى.. لذلك ستنطلق فصائل الحشد الشعبي من كل الجهات للقضاء على "داعش" في معركة الموصل.
سبوتنيك: كم عدد مقاتلي الحشد الذين سيشاركون في معركة الموصل؟
الأسدي: عادة في العمليات الكبيرة مشاركتنا لا تقل عن 10 آلاف مقاتلاً لكن في تحرير الموصل، يتعلق العدد بالخطة وتاريخها وآلياتها.
تحرك دولي وتداعيات
وكشف قائممقام الموصل، علي حاجم، عن نية شخصيات من الموصل، وتحالف القوى الوطنية، للاستعانة بالولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي الذي سيقود معركة تحرير الموصل، من "داعش"، لحث الحكومة العراقية بالتراجع عن قرار مشاركة الحشد الشعبي الذي شكل بفتوى من أكبر مراجع الشيعة في العراق، علي السيستاني.
سبوتنيك: ما هي مواقفكم كحكومة محلية ومسؤولين عن الموصل، من مشاركة الحشد الشعبي في معركة الحسم ضد "داعش" ؟
حاجم: مذ تصريح رئيس الوزراء، العبادي، البارحة، هناك ضجة إعلامية كبيرة تجوب مدينة الموصل، استفاد تنظيم "داعش" منها في تأجيج الشارع لصالحه.
القوات التي ستدخل معركة الموصل، من الجيش والشرطة المحلية والبيشمركة الكردية، وحشد الوطني من أبناء عشائر نينوى ومركزها،هي القادرة على التعامل مع المدنين دون دوافع انتقامية ونهب للمؤسسات، لاسيما وأن المعارك ستنطلق من ناحية القيارة الأغنى بالنفط والمحطات الكهربائية والمعامل، جنوبي الموصل.
ولا نُريد أن يتكرر ما جرى في جرف الصخر ببابل، ومحافظتي ديالى، وصلاح الدين، وقضاء بيجي الذي تعرض لنهب وتدمير وسرقة معدات مصفى "بيجي" أكبر معامل تكرير النفط في العراق والشرق الأوسط، على يد عناصر أساءوا لسمعة وبطولات الحشد الشعبي الذي قدم دماء كثيرة عند تحرير الأرض،.. ونحن نتخوف من غير المنضبطين المندسين المسيئين للحشد.
سبوتنيك: هل هي أزمة طائفية ؟
حاجم: لا أبدا ً، والدليل أن الفرقة 15 من الجيش العراقي التي وصلت قاطع مخمور للبدء بعمليات تحرير الموصل، تضم في صفوفها مقاتلين من الجنوب العراقي، ونتمنى من رئيس الوزراء، بعدم السماح لأي قوة خارج سيطرة الحكومة والعلم العراقي وما ترفعه رايات أخرى، من المشاركة في المعركة، وأن يُطمئن الشارع الموصلي، بقوات مُحررة للمدينة، ليس لديها صيت سيء استغلت صفة الحشد وأساءت له في محافظات أخرى.
سبوتنيك: ماذا لو شارك الحشد الشعبي في تحرير الموصل ؟
حاجم: تنظيم "داعش" استفاد من إعلان الحكومة بمشاركة الحشد، وعمل على تأجيج الموقف لصالحه في الشارع الموصلي الذي يضم قرابة المليوني شخص..
قادة "داعش" يحشدون المدنين في الموصل على التعاون معه ضد "عصابات غير مُنضبطة ستقوم بتشريدكم ونهب ممتلكاتكم" على حد تحشيداتهم.
المدينة للحكومة المحلية دخلت بمشكلة أخرى في إقناع المواطنين المحاصرين بقبضة التنظيم، وكيفية تعاونهم مع القوات الأمنية من تحديد الإحداثيات ومقار التنظيم ومعامله للتفخيخ والسلاح وتحركات الدواعش وأسمائهم الحقيقة وعائلاتهم، بعد أن بنينا آمال كبيرة على المدنين.
معركة تحرير الموصل، تعتمد على 60 بالمائة من المواطنين، و40 بالمائة على القوات الأمنية، ويجب أن يكون هناك توضيح من الحكومة المركزية التي هي المسؤولية عن من سيصطف من المدنين ويرفع السلاح بجانب "داعش" ضد الحشد والقوات.
أجرت الحوار (نازك محمد خضير)