وصرح المتحدث الرسمي، بأن الرئيس نزارباييف رحب بالرئيس المصري في أول زيارة له إلى كازاخستان وكذا لمنطقة وسط آسيا، منوهاً بأن هذه الزيارة تتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لاستقلال كازاخستان.
وأعرب الرئيس الكازاخي عن تقدير بلاده واعتزازها بعلاقاتها مع مصر، التي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بكازاخستان فور استقلالها عام 1991، وأكد الرئيس نزارباييف حرص بلاده على تنمية علاقاتها مع مصر في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية.
وأشاد الرئيس الكازاخي بالجهود التي تبذلها مصر وبحكمة ودور القيادة السياسية المصرية من أجل دعم أمن واستقرار مصر، التي تُعد بمثابة دعامة رئيسية لمنطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن دورها الريادي في العالمين العربي الإسلامي.
وأضاف المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول استعراض مختلف مجالات التعاون بين البلدين، حيث أعرب الرئيس السيسي عن تقدير مصر لدعم وتأييد كازاخستان لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، وتطلعنا لتعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف المجالات في الفترة المقبلة، تمهيداً لتفعيل تلك الاتفاقية عقب التوقيع عليها.
وأعرب الرئيس عن التطلع للاستفادة من تجربة كازاخستان في إنشاء العاصمة الجديدة أستانا، وذلك في ضوء الجهود المصرية الجارية لإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة وفقاً لأعلى المعايير العالمية.
كما بحث الرئيسان إمكانية إقامة عدد من المشاريع الزراعية المشتركة، وخاصة في مجال الغلال، حيث رحَّب الرئيس بمقترحات تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الأمن الغذائي على ضوء قرار مصر بالانضمام لمنظمة الأمن الغذائي التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، التي تم اقتراح إنشائها بمبادرة من الرئيس نزارباييف.
وأعرب الرئيس عن تطلعنا لزيادة ومضاعفة أعداد السياح الوافدين من كازاخستان، ورحَّب بتسيير خط طيران مباشر بين أستانا وشرم الشيخ اعتباراً من شهر مارس المقبل، وأكد الرئيس الكازاخي على اهتمام بلاده بمصر كمقصد سياحي كبير، نظراً لما تتمتع به من حضارة عظيمة ومناخ معتدل، فضلاً عما تزخر به من تراث أثري عظيم، مؤكداً تشجيعه لمواطنيه على السفر إلى مصر.
كما أكد الرئيسان أهمية التعاون في مجال تجارة الترانزيت، مؤكدين إمكانية التكامل بين مشروع "الطريق المضيء" الذى أطلقه الرئيس الكازاخي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وبين مشروع التنمية في منطقة قناة السويس وذلك في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير الجديد الذي يدعمه البلدان ويساهمان فيه.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس الكازاخي أشاد خلال اللقاء بصناعة الدواء المصرية، منوهاً بأن هناك 40 دواءً مصرياً مسجلاً في كازاخستان، ومعرباً عن تطلع بلاده لإنشاء شركات مشتركة مع مصر في مجال تصنيع الأدوية، وهو الأمر الذي رحب به الرئيس.
كما تطرقت المباحثات إلى موضوعات التعاون في مجال الفضاء، لا سيما أن مصر أطلقت أول قمر صناعي لها من كازاخستان، بالإضافة إلى سبل التعاون بين البلدين في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية.
وأكد الرئيسان أهمية من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف، ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا من خلال التعريف بصحيح الدين الإسلامي وقيمه السمحة النبيلة التي تحض على التسامح والرحمة، والتعارف وقبول الآخر.
وفي سياق متصل، نوَّه الرئيسان إلى دور الجامعة المصرية الكازاخية للثقافة الإسلامية في تخريج أئمة وعلماء ينشرون مناهج الفكر الإسلامي المستنير بوسط آسيا.
وأشاد الرئيس الكازاخي بالدور الذي يقوم به الأزهر الشريف والجامعات المصرية في تعليم أبناء كازاخستان في مصر.
وفي نهاية المباحثات، وجَّه الرئيس المصري الدعوة للرئيس نزارباييف لزيارة مصر خلال عام 2017 بمناسبة مرور 25 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهو ما رحب به الرئيس الكازاخي ووعد بتلبية الدعوة في ضوء المكانة التي تحظى بها مصر لدى كازاخستان وشعبها.