دمشق — سبوتنيك
.. كانت تدمر قبل سنوات قليلة جدا متحفاً عريقاً لا مثيل له إلا في مدينة روما.. أما اليوم فقد عاثت بها الحروب العبثية والتشدد والهمجية فتحولت إلى مدينة أشباح ولا عزاء لكل الحضارات التي تعاقبت عليها، لا عزاء للملكة زنوبيا التي قادت من هذه المدينة مع زوجها أذينة عصيانا، المدينة القديمة في تدمر كانت تعتبر المزار الأهم في هذه المدينة قبل أن تعيث بها يد الإرهاب خرابا وتدميرا، مشيدة وفق الطراز المعماري الروماني.
أعلن ناشطون من مدينة تدمر بمحافظة حمص وسط سوريا، اليوم الخميس، أن المدينة تحولت إلى مكان شبه خال بعد قيام تنظيم "داعش" بتدمير وتفجير المدينة، إضافة لتدمير المستشفى الوحيد في المدينة، وتدمير المدارس والمباني الحكومية، وتدمير المساجد والكنيسة الوحيدة فيها.
وأشار مصدر محلي من المدينة لـ "سبوتنيك" أن السكان المدنيين يعانون من ظروف معيشية وإنسانية سيئة جداً، فلا يوجد ماء ولا كهرباء، ولا اتصالات منذ أشهر طويلة.
وأضاف المصدر أن المدنيين المتبقين في تدمر يعيشون كارثة إنسانية حقيقية، حيث لم يبق ولا سيارة في المدينة تنقلهم، فهي إما غادرت وإما استهدفت، والحياة في المدينة منعدمة بشكل تام منذ أربعة أيام ، فيما لم يعرف حتى اللحظة ما إذا كان تنظيم "داعش" قد أخلى المدينة، أم أنه لايزال فيها، إلا أن الجيش العربي السوري وبمساندة الطيران الروسي — السوري يسعى إلى إعادة السيطرة على المدينة خلال الأيام المقبلة، حيث تم تنفيذ حوالي 340 غارة جوية، دمرت بها العديد من مقرات ومعدات تنظيم "داعش".