هرب أيمن شرف حجي الذي لم يبلغ الثانية عشر من العمر بعد، مع عائلته التي اقتادها تنظيم "داعش" مع آلاف الإيزيديين من سنجار غرب الموصل، كغنائم وسبايا وجاريات، في الثالث من آب/أغسطس 2014، وما زال يذكر وسائل التعذيب التي تعرض لها والأطفال الذين كانوا معه في معسكرات ما يسمى "أشبال الخلافة" الخاص بالتنظيم الإرهابي.
وروى الطفل أيمن، بتسجيل مصور وحديث لـ"سبوتنيك"، تفاصيل الشهور التي أمضاها بالخوف والجوع والعنف في معسكرات "أشبال الخلافة"…"تدربت على السلاح على يد "الدواعش الذين كانوا يقولون لنا ــ بعد أن تتعلموا القتال تذهبون إلى جبل سنجار لتقتلون الإيزيديين هناك… كانوا يصفوننا بأننا كفار بلا دين.
وأضاف:
"تعلمت على استخدام وتفكيك السلاح الكلاشينكوف، والآن أعرف أن أضع المخزن وأقفله وأفتحه، إضافة إلى دروس الدين التي لم نكن نجيدها أبدا، في إحدى المرات طلب "الدواعش مني أن اقرأ القرآن… أخبرتهم: لا أعرف.
طفل عراقي هارب من #داعش يروى لـ" #سبوتنيك" فضائح التنظيم #سبوتنيك #العراق http://arabic.sputniknews.com/
Опубликовано Sputnik Arabic 4 апреля 2016 г.
ويتابع الطفل أيمن
"أن "أبو عزام" المسؤول عنا نحن الأطفال وكان عددنا 100 طفل في المعسكر بقضاء تلعفر "التابع لمحافظة نينوى شمال العراق، والذي طلب مني قراءة القرآن، ،أخذني إلى قيادي بالتنظيم اسمه محمد، بدين جداً، ووضعاني داخل خزنة ملابس ضيقة جداً مع طفل.آخر، وأقفلوا علينا الدرج
وبنفس اللحظة، وُضع أربعة أطفال آخرون، كل طفلين بخزانة واحدة، حتى أصيبوا بالاختناق بسبب ضيق الخزانة التي حُشرت بها أجسادهم الصغيرة بعنف ووحشية وسط ظلام دامس لم يستطع الأطفال فيه رؤية أي شيء من مصيرهم المجهول ما بين العنف وعقولهم التي تُغتسل بالدم.
وبعد وقت فُتحت الخزنة وخرجنا… طلب الداعشيان منا أن نصطف، وأخبرونا إن لم نتعلم القرآن سيفعلون الأسوأ بنا.
وأكمل الطفل أيمن
بعد المعسكر نقلنا تنظيم "داعش" إلى قرية "قزل قيو" "تعود للتركمان الشيعة جنوب تلعفر"، لم يكن فيها ماء أو طعام، كان الدواعش يأتون بالماء كل ثلاثة أيام، "لخزانين فقط.
ثلاث مرات حاولنا الهرب من قرية "قزل قيو"، أنا وعائلتي وآخرون، كنا 34 شخصا، في كل ليلة هرب، كان معنا طفل صغير يبكي عند منتصف الطريق فنعود خوفاً من أن يضبطنا عناصر "داعش.
في الليلة الأولى بكى الطفل، وعدنا، وقبل الهرب في الليلة الثانية، قام أب الطفل بإعطائه حبوب لألم الرأس لينام، وبعد ساعتين في الطريق استيقظ وبكى كثيراً… فعدنا.
وثالث ليلة، خرج أيمن والذين معه، ولم يبكِ الطفل، قطعوا الطريق وصولاً إلى أطراف تلعفر، لكن تعرقلت خطة الهرب أيضا هذه المرة ليس بسبب بكاء الطفل الذي لم يتغلب عليهم، بل مرور شاحنات وصهاريج النفط التي يهربها تنظيم "داعش" من نينوى تحديداً من ناحية القيارة الأغنى نفطياً، إلى حدود سوريا لبيعها هناك بعد مرورها من تلعفر.
انخفضنا لتمر الشاحنات النفطية حتى الرابعة فجراً، اختبأنا في حقول القمح، وكان هناك رعاة أغنام، ولم نتحرك حتى المساء بعد أن نفذ الطعام والماء منا… كان المطر يتساقط بقوة والأرض وحلة تسببت بسقوطنا كثيراً.
وصلنا مكانا آمنا، استقبلتنا القوات الإيزيدية، وفّروا لنا الطعام والثياب، بعد ثمانية أشهر و20 يوماً من الاختطاف بيد تنظيم "داعش"، حاليا أنا في مخيم شاريا بمحافظة دهوك التابعة "لإقليم كردستان العراق، انتقلنا له بعدما كنا نسكن دارا قيد الإنشاء صغيرا جداً لم يسعنا.
وعن أحواله في المخيم
لفت أيمن إلى وضع سيء تعيشه العائلات الهاربة من الموت على يد "داعش" في شمال العراق، حيت المساعدات الإنسانية التي تصلهم قليلة.
ويود أيمن في نهاية كلامه، أن يحصل على لجوء في ألمانيا التي يراها مناسبة للعيش بعد أن توجه لها العديد من أبناء المكون الإيزيدي للإقامة بعيداً عن سنجار التي شهدوا فيها إبادتهم وسبي نسائهم من قبل "داعش" الإرهابي.