كشف مركز الإحصاء الفلسطيني، يوم أمس الأحد، عن أن عدد الفلسطينيين تضاعف 9 مرات منذ النكبة عام 1948 حتى نهاية عام 2015، وأضاف المركز في بيان له بمناسبة الذكرى الـ68 للنكبة "قدّر عدد الفلسطينيين في نهاية عام 2015 بـ 12.4 مليون نسمة، وأوضح المركز أن عدد الفلسطينيين كان يقارب 1.4 مليون نسمة عام 1948، يقيمون في 1300 قرية ومدينة فلسطينية، 154 ألف نسمة منهم لم يغادروا بيوتهم داخل الخط الأخضر، وصار عددهم اليوم 1.5 مليون نسمة، بينما "تم تشريد نحو 800 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة، فضلاً عن تهجير الآلاف من الفلسطينيين عن ديارهم رغم بقائهم داخل نطاق الأراضي التي أخضعت لسيطرة إسرائيل".
أرقام لطالما أرعبت القادة والمخططين الاستراتيجيين الإسرائيليين، إلى حد وصف عدد الفلسطينيين بأنه "قنبلة ديمغرافية" تهدد وجود ومستقبل إسرائيل، واستخدم هذا المصطلح أيضاً وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في كلمة له أمام منتدى "سابان عام 2013، الذي يُعقد سنوياً ومخصص لبحث العلاقات الأميركية —الإسرائيلية، حيث شدَّد كيري على "ضرورة أن تدرك إسرائيل حقيقة ارتباط أمنها بحل الدولتين للشعبين، وأن القوة العسكرية لن تنتصر على "القنبلة الديموغرافية" الفلسطينية، محذراً بأن مشهد الغد سيختلف عن الوضع القائم حالي…".
ويشرح المؤرخ الإسرائيلي المعروف بيني موريس بالقول: "إذا لم يكن بالإمكان تحويل فلسطين، من خلال الهجرة، إلى دولة ذات أغلبية يهودية، يبقى أن الحل الوحيد على ما يبدو هو في إنقاص عدد العرب القاطنين في البلاد بحيث يصار إلى تنامي أغلبية يهودية. يصار إلى ذلك من خلال الطرد… من المهم التذكير أن فكرة طرد السكان العرب من فلسطين لإفساح المجال لقيام دولة يهودية فيها قد حازت على موافقة الحكومة البريطانية آنئذ، في شكل وفد ملكي مفوض — وفد بيل عام 1934 الذي صرح بأنه لابد من حدوث الطرد إذا ما أردنا للدولة اليهودية أن تقوم، حتى ولو في جزء من فلسطين — وإلا فإنه لا سبيل لقيام دولة يهودية مستقرة إذا احتوت هذه الدولة على أقلية عربية واسعة ومعادية…"
الخبر السيء لمورس ولمن يشاطرونه الرأي؛ الأرقام والوقائع تؤكد بعد 68 عاماً من النكبة أن الفلسطينيين خسروا عام 1948 ما يقارب 87% من أراضي فلسطين التاريخية، واحتلت إسرائيل باقي الأراضي عام 1967، إلا أن راية النضال من أجل الاستقلال والعودة توارثها الفلسطينيون جيلاً بعد جيل، وهذا هو مأزق إسرائيل بالفعل، ولن تستطيع التخلص منه لا بالتضييق على الفلسطينيين لإجبارهم على ترك أرضهم، ولا بمحاولة تنفيذ مشاريع ترانسفير، الفلسطينيون قادرون على مواجهتها وإحباطها.