وعن مساعدة تركيا لأوروبا في حل أزمة الهجرة، أشارت الصحفية دينا سترايكر في مقالها على "New EasternOutlook" بعنوان "هل كانت أوروبا الموحدة سراباً؟" ("Was a United Europe a Mirage?"):
"كان لا بد لنظرة رجب طيب إردوغان الحادة هذه أن تحذرها (أنجيلا ميركل) من أنه يعاني من "العثمانية.
كما أشارت إلى أن إردوغان تردد في إقالة أحمد داوود أوغلو، رئيس الوزراء الذي دافع عن سياسة واقعية متوازنة فيما يخص قضية اللاجئين الأوروبية.
وعلاوة على ذلك، فبعد أن أُقيل داوود أوغلو، إدّعى الرئيس التركي أنه ليس على استعداد لتلبية جميع مطالب الاتحاد الأوروبي، والتي تغطي ــ على وجه الخصوص ــ التخفيف من قانون أنقرة لمكافحة الإرهاب المثير للجدل، في مقابل تنفيذ مطلب الأتراك للسفر بدون تأشيرة.
وعلّق على الموضوع السيد السفير م. ك. بهادراكومار في مقاله لموقع "Indian Punchline":
وبالفعل، على مدى الأشهر القليلة السابقة، أعرب إردوغان عن رفضه لكل الأعراف والقيم الأوروبية.
وتشير الصحفية دينا سكرايتر:
خلال الأشهر القليلة السابقة، تحدى إردوغان العرف الأوروبي فيما يتعلق بالصحافيين، بحيث يقتل البعض ويسجن البعض الآخر يميناً ويساراً، متهماً إياهم أنهم يدعمون الأقلية الكردية في تركيا.
وشددت:
التاريخ حافز قوي. وعندما يقوم الرئيس التركي، الذي كان إلى هذه اللحظة يتوسل لضمه إلى الاتحاد الأوروبي، بالاستخفاف من القواعد الأساسية للسلوك، فمن الواضح أنه يرى نفسه مكملاً للهيمنة العثمانية في أوروبا.
لن يحمي أحد حدودنا من أجلنا. فلا نستطيع أن نسلّم مفاتيح أراضينا وأمننا الخاص لأي دول أخرى ثالثة. وهذا ينطبق على تركيا كما دول شمال أفريقيا. وقلة حيلتنا ستجعل الآخرين يبتزون أوروبا. وسمعت كثيراً قول الدول المجاورة لنا إن على أوروبا أن تستسلم وإلا ستفيض بالمهاجرين.
وشدد دونالد تاسك قائلاً:
التجربة الأخيرة مع تركيا أظهرت أن أوروبا يجب أن تضع حدودا واضحة المعالم لتنازلاتها. بإمكاننا أن نفاوض في الشؤون المالية، ولكن ليس بقيمنا أبداً. ليس بإمكاننا فرض معاييرنا على بقية العالم. وبالمثل، الآخرون ليس بإمكانهم فرض معاييرهم علينا. حرياتنا، بما في ذلك حرية التعبير، لن تكون أبداً جزءاً من المساومات السياسية مع أي طرف كان. وعلى الرئيس التركي أن ينتبه لهذه الرسالة.
"تشهد أوروبا خليطاً من الاستيلاء السهل/ الصعب، وذلك من قبل: اللاجئين من جهة، ووالي دولة مجاورة (إردوغان) من جهة أخرى، والتي ترعاه الولايات المتحدة، لكنه لم يعد على استعداد ليلعب الدور الخاضع لأوروبا أو لحلف الشمال الأطلسي. وإن كانت مساعدة تركيا لتنظيم "داعش" ليست سرية للغاية، ففي نهاية المطاف، فإنه تصرف وفقاً لمخططات تركيا. وبالفعل، تحققت خطة إردوغان جزئياً، وذلك بفضل الأوروبيين أنفسهم".