لم يجف حلق وزير الخارجية السعودي الجبير من الزبد الذي ملاْ فمه حين بدأ يوجه الرسائل والتهديات الى سورية والشعب والسوري منذ فترة وجيزة ، حتى جاء بالفعل العصب العصيب على مدينتي جبلة واللاذقية من خلال قيام المجموعات الإرهابية المسلحة بتسع تفجيرات إرهابية في كلا المدينتين منها خمسة في مدينة جبلة ، وأربعة في مدينة طرطوس ، ونفذت هذه التفجيرات التي راح ضحيتها المئات من الإبرياء في أماكن عامة مكتظة بالمدينتين.
وهنا يوجد الكثير من التخمينات مابين أن هؤلاء اإرهابيين قدموا حسب الوارد حتى اللحظة من خارج المدينتين حسب الفرضية الاولى ، والفرضية الأخرى وجود عناصر نائمة في هاتين المدينتين ، لأن هؤلاء الإرهابيون يعتمدون استراتيجية واحدة تختلف طريقتها بإختلاف الظرف والمكان ، ومن الواضح من توقيت وتزامن هذ التفجيرات وتوزعها الجغرافي أنها بالفعل مسبقة التحضير وبدقة عالية وليست وليدة اللحظة أو وقت قصير ، وإختيار الأمكنة أيضا يثير الكثير من التساؤلات كونها مناطق مكتظة بالناس الآمنين الذين لاعلاقة لهم بالعمليات القتالية ، وانما يذهبون الى أعمالهم ويمارسون حياتهم الطبيعية بشكل عادي على الرغم من الظروف المتوترة في البلاد بشكل عام بفعل الإرهاب ، قد يكون احد الاهداف من هذه الاعمال الشنيعة بالفعل توجيه رسائل الى الجيش السوري ، الذي كان قد وضع خطة شاملة وواسعة لقض مضاجع الإرهابيين في كل أنحاء سورية وتحديداً على الجبهة الشمالية ،وكذلك الى روسيا التي أعطت مهلة واضحة للإرهابيين ومن يقف ورائهم في أنها سوف تتصرف مع المجموعات الإرهابية من طرف واحد بعد الخامس والعشرين من هذا الشهر ان لم يتم الإتفاق والتنسيق معها بخصوص قتال المجموعات الإرهابية وفصلها عن بعضها البعض فكرياً وجغرافيا حتى يسهل التعامل معها ، وجبلة هي أقرب نقطة جغرافية الى قاعدة حميميم العسكرية التي تتمركز فيها القوات الجوية الروسية التي تدك معاقل الإرهابيين الذين تسميهم تركيا وقطر والسعودية والولايات المتحدة بالمعارضة المعتدلة.
وهنا يجب الإنتباه الى أمر هام قد تسعى المجموعات الإرهابية الى تسعيره وهو إحداث خلل أمني شعبي يتم إفتعاله بين أبناء المحافظة واللاجئين نتيجة للتسعير وإثارة الفتن والمشاعر في اللحظات الساخنة حالياً ، وهذا أخطر من أي تفجير إرهابي ، لان التفجير الإرهابي مساحته الجغرافية وعدد ضحاياه يكونوا محدودين ، اما في حال الفوضى الشعبية والتوتر يمكن أن يحدث مالا يحمد عقباه ولا يمكن تحديده بمكان ، مما يزهق الكثير من الأرواح ، ويرهق قوات الحماية والجيش وأجهزة الأمن ويشتتهم ، ويصبح من الصعب السيطرة عليه ، وهذا بالنتيجة يعطي فرصة للمتربصين والخلايا النائمة أن تقوم بالفظائع ، مايؤدي الى خروج بعض الأحياء الرئيسية المرسومة بدقة عن السيطرة وتتحول المدينة الى حلب جديدة
تبقى هذه الفرضيات في خانة التأويل حتى يتم الكشف الكامل عن ملابسات هذه التفجيرات والجهات التي تقف ورائها ، والبحث بشكل دقيق ماوراء الأهداف الحقيقية في إختيار هاتين المدينتين في هذا التوقيت بالذات والجميع يعلم أنهما من أهم مراكز التي تغذي الجيش والدفاع الوطني بالقوى الحية ي مواجهة الإرهابيين في مناطق واسع من البلاد.
التفاصيل مع مراسل "شام أف أم" سومر حاتم
أجرى الحوار نواف إبراهيم