والمواقف السلبية لأوروبا تعكسها تلك الإجراءات التي اتخذت ضد المنتخب الروسي المشارك في أمم أوروبا "يورو 2016" وجماهيره، بينما يرى الخبراء بأن تلك الإجراءات غير منطقية.
تدخل سياسي لمعاقبة الجماهير الروسية
وتصريحات بعض المسؤولين الفرنسيين، الذين طالبوا باتخاذ إجراءات كانت قاسية ضد المشجعين الروس، أكدت الطابع السياسي للأزمة بعيدا عن الرياضة التي تديرها مؤسسات تحكمها قواعد وقوانين الرياضة الدولية، الأمر الذي اعتبر بمثابة تدابير تمييزية وانتقائية ضد المواطنين الروس خلال مشاركتهم في "يورو 2016".
وقرار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم باستبعاد روسيا من المسابقة مع وقف التنفيذ وتغريم الفريق 150 ألف يورو، على خلفية أحداث الشغب التي رافقت مباراة المنتخب مع انجلترا، جاء مثيرا للجدل خاصة وان المنتخب انجلترا لم تتم محاسبته على الاستفزازات التي قامت به جماهيره وأعمال الشغب التي رافقت المباراة.
تأثير الخلافات السياسية بين روسيا وأوروبا يبدو واضحا في تلك القرارات، خصوصا أن أجهزة الأمن الفرنسية قامت باحتجاز العشرات من الجماهير الروسية وطالبت آخرين بمغادرة البلاد، وسمحت بدخول قوات بريطانية لتأمين مباريات الفريق خلال المسابقة، كما نشرت ما يقرب من 3900 ضابط في المنطقة التي شهدت الاشتباكات.
شغب إنجلترا وكرواتيا دون عقاب
الاتحاد ألأوروبي لم يتخذ أي إجراء تجاه اعمال الشغب والاستفزازات التي قامت بها الجماهير الإنجليزية قبل وأثناء وعقب المباراة، في الوقت الذي حمل فيها جماهير روسيا كامل المسؤولية على الأحداث.
كذلك الاتحاد الأوروبي لم يتخذ أي إجراء ضد شغب جماهير انجلترا وألمانيا نتيجة الاشتباكات التي وقعت بينهما في بعض المدن التي تشهد مباريات البطولة، فضلا عن عدم اتخاذ أي إجراء تجاه جماهير منتخب كرواتيا بسبب أحداث الشغب التي اندلعت خلال مباراة المنتخب أمام التشيك، حيث قامت بإلقاء العديد من المقذوفات والألعاب النارية على أرضية الملعب، إلى جاتنب أعمال الشغب التي وقعت عشية مبارة منتخبي أنجلترا وويلز وتدخل قوات الأمن، بينما الاتحاد الأوروبي لم يوقع اي عقوبات واكتفى بالتعبير عن اسفه.
الحرمان من الأولمبياد
وفي خطوة أخرى للتصعيد تجاه روسيا، صدق الاتحاد الدولي لألعاب القوى، على قرار إيقاف المنتخب الروسي لألعاب القوى بسبب ادعاءات انتهاكه لقواعد مكافحة المنشطات، وذلك قبل أسابيع قليلة على انطلاق فعاليات دورة الألعاب الأولمبية "ريو دي جانيرو 2016"، بينما الأمل يظل منعقدا على اجتماع اللجنة الأولمبية الدولية المقرر له 21 يونيو/حزيران الجاري، لإنهاء الأزمة والسماح لروسيا بالمشاركة.
عقوبات غير منطقية على روسيا
واعتبر رئيس تحرير الأهرام الرياضي، خالد توحيد، أن قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى مرتبط بأسباب تتعلق بالمنشطات، موضحاً أن هذه مسائل تنظيمية وإدارية.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك" اليوم السبت، أن الإجراءات العقابية التي يتم اتخاذها نتيجة شغب الجماهير في بطولة أمم أوروبا "يورو 2016" يجب أن تكون متساوية تجاه الطرفين وان حرمان روسيا من المشاركة في البطولة مع إيقاف التنفيذ وتغريمها 150 ألف يورو كان ينبغي أن تفرض نفس العقوبة على منتخب انجلترا.
ووصف رئيس تحرير الأهرام الرياضي العقوبات التي فرضت على روسيا بـ "غير المنطقية" خاصة وان ما تم نقله يشير إلى أن جماهير المنتخبين تبادلا دور البطولة في المشهد، وتبادلا أعمال العنف.
وحول تصريحات المسؤولين الفرنسيين تجاه، أوضح توحيدـ، أن الدولة مسؤولة عن فرض دورها على الجميع، وهي التي تملك اتخاذ القرارات التي من شأنها حفظ الأمن في البلاد، وان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يملك الحق في دائرة الملعب وما حوله من مدرجات الجماهير، وان أي خروج على النص يمنح الدول الحق في التدخل.
وعبر عن دهشته مما وصفه بـ "حالة الخروج عن النص" في بطولة "يورو 2016" على خلاف نسخ أمم أوروبا السابقة، مشيراً إلى ان مباركة كرواتيا والتشيك شهدت أعمال شغب وعنف إلقاء ألعاب نارية في أرض الملعب، وهو حدث غريب غير معتاد في ملاعب أوروبا.
تقرير ـ اشرف كمال