ويشارك وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في حفل تسلم أولى المقاتلات، وبذلك يكون سلاح الجو الإسرائيلي هو الأول في منطقة الشرق الأوسط الذي يتزود بتكنولوجيا المستقبل الأمريكية الأكثر تطورا، فيما يتوقع أن تصل الدفعة الأولى منها إلى إسرائيل قبيل نهاية العام الجاري.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن طيارين أمريكيين سيقودون الدفعة الأولى من الطائرات التي أطلقت عليها إسرائيل اسم "أدير" وهي كلمة عبرية تعني "عظيم"، إلى قاعدة "نفاتيم" الإسرائيلية الجوية في شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، على أن تبدأ بعدها في الانضمام للمهام التنفيذية بسلاح الجو.
وبمقتضى الصفقة الإسرائيلية الأمريكية ستحصل إسرائيل على 33 مقاتلة من هذا الطراز، على أن تصلها الدفعة الأولى هذا العام بواقع 7 مقاتلات، وسوف تصل باقي المقاتلات حتى العام 2021.
وسيتم تقسيمها إلى سربين مقاتلين، تعول إسرائيل عليهما لتنفيذ عمليات هجومية داخل ما تصفه بـ"عمق العدو" دون أن تستطيع راداراته أيا كان نوعها من رصدها. وبمقدور المقاتلة حمل 16 طنا من القنابل والصواريخ الموجهة وخزانات الوقود.
ويأتي تسليم إسرائيل تلك المقاتلات على الرغم من التقارير التي نشرت في الأونة الأخيرة بشأن وجود الكثير من العيوب التي ظهرت خلال مرحلة الاختبارات، حيث تلقت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تقارير عديدة في هذا الصدد، كادت أن تؤثر على تطوير المشروع الذي أنفقت عليه الولايات المتحدة قرابة 400 مليون دولار منذ مطلع العام 2000.
كما ظهرت مشاكل أخرى تتعلق بالكلفة المالية المرتفعة، والتي بلغت في البداية قرابة 250 مليون دولار لكل مقاتلة، فيما تم بعد ذلك تقليص السعر ليصل بالنسبة للنسخة المعدة خصيصا لسلاح الجو الإسرائيلي إلى 90 مليون دولار، وتستهدف الشركة المنتجة أن يصل السعر إلى 85 مليون دولار للمقاتلة الواحدة.
ومع ذلك، تفيد تقارير أن المقاتلات المخصصة لإسرائيل تختلف عن تلك المخصصة لدول أخرى أو لصالح سلاح الجو الأمريكي نفسه، وأن تعديلات كثيرة حدثت خلال مرحلة الاختبار، ربما تجعل من النسخة الإسرائيلية الأغلى سعرا، لو وضع في الاعتبار التكنولوجيا الإضافية التي طالبت إسرائيل بإدخالها، ولا سيما نظم الحرب الإلكترونية، ونوع الأسلحة التي ستحملها.
وتبلغ تكلفة ساعة الطيران الواحدة للمقاتلة من طراز (F-35) قرابة 35 ألف دولار، فيما يمكن مقارنة ذلك بالمقاتلة الأمريكية من طراز (F-16) التي تبلغ كلفة ساعة الطيران بالنسبة لها 20 ألف دولار تقريبا، ويكمن السبب في طبيعة النظم القتالية الخاصة التي تحملها، ولا تتوافر في الأخيرة.
وتؤكد وسائل إعلام أن غالبية التكنولوجيا المستخدمة في تلك المقاتلة معروفة نسبيا، لكن هناك جانب يحاط بسرية تامة، ويعتبر من الأسرار العليا، وهو ما تحرص إسرائيل على الاحتفاظ به ومنع تسريبه، مشيرة إلى أن أساليب علمية حديثة استخدمت حتى في طلاء جسد المقاتلة، بما يوفر لها التخفي التام عن الرادارات.
وتتمتع المقاتلة بأنظمة حرب إلكترونية في غاية التقدم، وتجري نظم خاصة عمليات مسح مستمرة لكل جزء خارجي بالمقاتلة، وتصدر موجات إشعاعية تخدع الرادارات، بما يجعل اكتشافها أمرا صعبا للغاية.
وتستطيع المقاتلة الأمريكية الجديدة تنفيذ مهام بعيدة المدى على مسافات تصل إلى 1150 كيلومترا، وفي حال العمل على زيادة هذه المسافة بنسبة 30% عبر إضافة المزيد من خزانات الوقود، فإنها ستصبح قادرة على تنفيذ مهام على مسافة 1500 كيلومتر تقريبا.