ولم تنقطع العمليات العسكرية التي تشهدها جبهات ريف اللاذقية، بل باتت اليوم ضرورة يحاول الجيش السوري من خلالها إيجاد ضالته و تعتبر الاستهدافات النارية سمة المشهد اليومي لجبهات ريف اللاذقية حيث لم تغادر أصوات الانفجارات أذان سكان المناطق القريبة من جبهات القتال، فلقد أعاد الجيش السوري تموضعه في نقاط جديدة ونشر أسلحته الثقيلة على تخوم مواقع المسلحين، فيما لم تبرح الضربات الجوية والأرضية مواقع المسلحين منذ أكثر من أسبوع بعد دخول مئات التركستانيين وعشرات القناصين عبر ريف إدلب لدعم جبهات القتال ولمحاولة التقدم وكسب مناطق جديدة.
وشهدت جبهات كنسبا والطريق الواصل إلى بلدة كباني، إضافة للمواقع المتاخمة للحدود التركية في بلدة الحياة والصراف ضربات مركزة لمدفعية الجيش السوري وطلعات جوية للطائرات الحربية التي أمطرت مواقع المسلحين بعشرات الصواريخ.
وكشف مصدر ميداني رفيع لـ "سبوتنيك"، أن الجيش السوري يضعف المسلحين كل يوم وهو من يحدد موعد التقدم وكسب المناطق ولكن ما يحصل حالياً هو حرب على مسافة قريبة وليست حرب مشاة وقد ضربت المدفعية خلال اليومين الماضين أهداف في غاية الأهمية كما دمرت سيارات ومعدات ثقيلة كان المسلحون يعملون على توزيعها. وتلعب مجموعات الرصد والاستطلاع دوراً هاماً في كشفها ورفد الوسائط النارية بمعلومات دقيقة عن تموضعها.
وأضاف المصدر إن وحدات الجيش السوري المتواجدة بالقرب من الحدود التركية حققت خلال الأسابيع القليلة السابقة إنجازا ميدانيا هاما وقتلت عشرات المرتزقة القادمين من الشيشان والتركستانيين حيث كانت قد أوقعتهم في كمائن متفجرة من خلال وضع عشرات العبوات والألغام في ممرات كانت تنوي التقدم منها وتمت تصفيتهم من خلال رمي المصابين منهم بعشرات القنابل اليدوية وبقيت جثثهم تملأ المكان.
وتحاول الفصائل المسلحة المتواجدة في ريف إدلب وعلى رأسها جيش الفتح تحقيق أي انجاز ميداني يعيد لها وزنها بعد أن باتت ضعيفة ومنكسرة في معظم الجبهات وتسعى إلى التشويش على الانكسارات التي أصابها في مدينة حلب من خلال فتح محاور الاشتباك في ريف اللاذقية ودفع الجيش السوري نحو معركة جديدة لا يريد فتحها الآن.