بعد عام ونصف تقريبا من الحرب على اليمن ، نشهد في الآونة الأخيرة حراكاً يمنياً على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي ، تحركه القيادات الحزبية والسياسية والإجتماعية والدينية والإكاديمية العلمية بحثاً عن سبل إيقاف الحرب على الشعب اليمني ، ولإيجاد حل سياسي توافقي بعيد عن القتال والنزاعات الداخلية التي تقودها وتديرها أطراف خارجية ، تسعى فقط لى تحقيق مصالحا على حساب دمار الدولة اليمنية ، وعلى حساب دماء الشعب اليمني ، التي إتضح أنها لاتعنى شيئاً لهذه القوى التي تغذي جميع أشكار الخلاف اليمني اليمني ، وفي إطار هذ التحرك أو الحراك اليمني الواسع ، وصل مؤخراً الى موسكو وفد يضم عدداً من الشخصيات الرسمية وغير الرسمية السياسية والدينية والعلمية الأكاديمية ، من أجل التواصل مع الجانب الروسي والتشاور معه لإيجاد سبل وصيغ من شأنها أن تزيد الدعم للشعب اليمني في مواجهة محنته، وقدوم هذا الوفد المتنوع يعطى صورة واضحة عن الثقة التي يوليها الشعب اليمني للقيادة الروسية ، وعن الأمل الذي يعول عليه هذا الشعب على روسيا والقيادة الروسية في زيادة زخم الدعم اللازم لإيقاف الحرب على اليمن ، وتقديم المساعدات بكافة أشكالها الى الشعب اليمني المنكوب ، وتقديم المساعدة في الإنتقال الى مرحلة الحل السياسي للأزمة التي بدأت مع مايسمى بأحداث الربيع الربي في منطقة الشرق الأوسط ، والتي لم تسلم منها معظم دول المنطقة ماعدا دول الخليج.
يتضح من هذا الحراك أن الحالة اليمنية وصلت الى درجة لم تعد محمولة ، وعدم إيجاد حل في الوقت القريب ، واستغلال فرص التقارب بين القوى السياسية اليمنية ، والتي تكللت بتوقيع إتفاق وطني بين حركة أنصار الله وحلفائها ، والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه ، سيزيد الوضع سوءً عدا عن ان الوضع بطبيعة الحال كارثي.
والملفت للنظر أيضاً أنه يشارك في عداد هذا الوفد أحد قيادات حزب الرشاد السلفي ، لطالما دارات الكثير من الإتهامات للسلفية في كثير من الأعمال التي تتصف بالتطرف ودعم الإرهاب حسب التقارير السياسية والإخبارية والإعلامية التي نتابعها بشكل يومي ، لكن حزب الرشاد السلفي، يصرح من موسكو على لسان أحد ممثليه بأنه يقف ضد حرب السعودية على اليمن ويتهمها بدعم الإرهاب والتطرف ليس في اليمن فقط بل في بلدان أخرى يعيث فيها الأإرهاب السلفي الوهابي فساداً كما في سورية مثلاً ، ويعبر السيد محمد طاهر أنعم عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد السلفي عن دعمه للسياسة الروسية وسياسة الرئيس بوتين في محابة الإرهاب في منطقة الشرق الأوسط ، ويثني على موقف روسيا من الحرب على اليمن ويطالب بدور أكثر فعالية لروسيا في محاربة الإرهاب وتحقيق الإستقرار في اليمن ومنطقة الشرق الأوسط ككل.
كما ويضم الوفد إضافة الى ضيوف البرنامج كل من الدكتور عبد الرحيم الحمران رئيس مركز الفجر للدراسات والشيخ علي المطري عضو جمعية علماء اليمن عضو مؤتمر علماء السّنة.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم