وحتى اللحظة فُجرت عبوات ناسفة وصوتية في ست مقاهي ترفيهية في البصرة، في هذه الآونة، أخرها كان تفجير ضرب مقهى "كوفي تايم" أصيب فيه عامل أسيوي من البنغال بجروح، وأضرار في المبنى ترك فيه المهاجمون رسالة تهديد مطبوعة الكترونياً على ورقة.
وأطلعت "سبوتنيك" على رسالة التهديد التي نشرت على موقع التواصل فيسبوك من قبل المواطنين، خلفها المهاجمون على المقهى، توعدوا فيها بقتل كل من يرتاد المقاهي ومالكيها والعاملين فيها وأن مصيرهم سيكون جثثا ً في دائرة الطب العدلي حال لم يتوقفوا عن عملهم الذي وصفوه بالمشين والمخالف لتعاليم الدين الإسلامي من ممارسات نعتوها بالفاحشة عن احتساء المشروبات الروحانية وتعاطي المخدرات، وأصتحاب الفتيات بائعات الهوى في هذه المقاهي.
وطبقا ً لورقة التهديد، توعد المهاجمون بتقويم أصحاب المقاهي بالسيف إذا "لم يتوبوا إلى الله، ويعدلون عن تحويل المقاهي إلى منازل للشياطين يمارسون فيها الفواحش من "الزنا، واللواط، وشرب الخمر، والمجيء بنساء عاريات".
وحمل التهديد تحذيرا ً لمالكي المقاهي بعبارة نصها "نحذركم تحذيرنا الأخير، إن لم تتركوا النساء وتسرحون إلى بيوتهن وتتركوا شرب الخمر والزنا والمخدرات وسائر ما حرم الله، فستكون هذه أخر أيامكم في هذه الدنيا".
وتحدث معاون محافظة البصرة للشؤون الإدارية معين صالح الحسن، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن ما يحدث في البصرة، من خروقات أمنية ناتجة عن قيام بعض من المتطرفين بمحاولة لزعزعة الأمن وتدخلهم في القضايا التي تخص ترفيه المواطنين وأفراحهم.
وكشف الحسن، عن اجتماع عقد من قبل خلية الأزمة في محافظة البصرة، واتخذت مجموعة من الإجراءات لردع المهاجمين على المقاهي، ناقلاً عن قائد شرطة المحافظة ومديري الاستخبارات والقضاء تعهداتهم بملاحقة الجناة.
ويقول الحسن، "نأمل ببصرة يسوها الأمن، بعيد عن هذه الأمور التي تخلق حالة مربكة وغير مرضية واستياء لدى الشارع العراقي، في الأونة الأخيرة من قبل المهاجمين وهم حركة شبابية تستهدف الوضع بشكل كامل تحت ذرائع وحجج واهية وغير مقبولة ولا نسمح بهكذا تصرفات في المحافظة الخالية من إرهاب "داعش".
وفي السياق نفسه، أوضح مسؤول صفحة البصرة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لوكالتنا، أن عدد المقاهي التي تم استهدافها بلغت ست لحد الآن ومنها "كازينو عروس البصرة، ودانيال كوفي، وكوفي تايم، ومقهى ميلانو" ومقهيين آخرين.
وحسب صاحب الصفحة الذي تحفظ الكشف عن اسمه، فقد أحد المدنيين، حياته نتيجة تفجير كازينو "عروس البصرة" العائم، نتيجة غرقه تحت الأنقاض، وهو شاب يبلغ من العمر 23 عاماً.
ووجه صاحب الصفحة، أصابع الاتهام لجماعات أصولية محلية متشددة وفصائل مسلحة لم يذكر أسمائها تُسيطر على المشهد في البصرة، مشيرا ً إلى أن المقاهي تم استهدافها بعبوات صوتية ومتفجرة في كافة العمليات في أوقات عادة تكون في المساء عدا التفجير الذي استهدف مقهى "كوفي تايم" تم حوالي الرابعة عصرا ً أمس الأربعاء.
وتباين الشارع البصري بين المندد والرافض لهذه الهجمات مطلبقين هاشتاكات وحملات عبر الفيسبوك منها "#الفكر الداعشي المتأصل، والمؤيد لها..المطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية مرحبين بورقة التهديد وفقا ً لتعليقات المواطنين التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.
وتعتبر محافظة البصرة الغنية بالنفط والنخيل والثروة السمكية، وموقعها الاستراتيجي النهري الذي جعلها محطة لموانئ إرساء السفن الأجنبية والمحلية، من المحافظات العراقية الآمنة من الإرهاب المتمثل بتنظيم "داعش"، سوى خرق الأمن الذي تشهده من تفجير المقاهي والنزاعات المسلحة بين العشائر.