عادت الولايات المتحدة الى مكرها وخداعها بما يخص حل ملفات المنطقة الساخنة وعلى رأسها الملف السوري الذي وصلت به الأمور الى حرب حقيقية على الصعيدين الميداني والسياسي بين روسيا وحلفائها والولايات المتحدة وحلفائها ، فالولايات المتحدة لم تكن نواياها مكشوفة فيما يخص زعمها مكافحة الإرهاب والبحث عن حلول للقضية السورية كما هي عليه الحال هذه الأيام ، ماجعل روسيا والحلف الذي معها يأخذون زمام المبادرة في موجهة الإرهاب بعد أن عجزوا عن التفاهم مع الولايات المتحدة ، التي لم تقبل حتى إعطاء مالديها من إحداثيات عن تواجد ماتسميهم المعارضة المعتدلة ولا حتى عن داعش ، هذا على الصعيد الميداني ، أما على الصعيد السياسي فالوضع مع الولايات المتحدة لايقل سوءً ، لأن الولايات المتحدة تناور وتحاول قدر الإمكان إرجاء أي محادثات سياسية في إنتظار أي تقدم لحلفائها وأذرعهم الإرهابية في الميدان ، ومن هنا تبدأ مرحلة جديدة في مواجهة مباشرة وعلنية بين روسيا والولايات المتحدة ، ولم تعد وسيا أصلاً تتخذ أي تقدير لهذه المراوغة وتتحدث عن عدم القدرة على التوافق بين الطرفين وحتى باتت ترهن إجراء اللقاءات المزعومة بين وزيري الخارجية بما ستنتج عنه حوارات اللجان المشتركة.
وهذا مايؤكده ضيف حلقة اليوم عضو الوفد الحكومي السوري الى محادثات جنيف ، عضو مجلس الشعب السوري الدكتور محمد خير العكًام والذي يقول إن هناك خلاف جدي بين الروسي والامريكي على كيفية إنهاء المعركة في حلب وكيفية استثمار النتائج السياسية لها . فالأمريكي يريد فرض رؤيته للحل القادم في سورية ، والروسي يريد أن يمنع ذلك ، ومن هنا نرى التعاون الإستراتيجي الجديد مع إيران وهذا ما أرعب أمريكا وحلفائها ، فيأتي الأمريكي ويدعم قوات سورية الديمقراطية حتى تحرر منبج ليقول أنا هنا ، والأمريكي مأزوم هنا لأن الروسي يقول للأمريكي أنه اسخدم الهدنة لدعم المجموعات المسلحة ، واستخدمتهم لتعسير الجبهة شمال حلب ، يعني لم يلتزم الأمريكي بما كان متفق عليه ،ويقول ضيفنا الدكتور العكام حول قصف الجيش السوري للأكراد السوريين في الحسكة انهم جزء انفصالي من أبناء الشعب السوري ، واذا حرروا منبج من داعش هل يعني أهم يجيب أن يخرجوا عن سيطرة الدولة..! ، وعندما دعمنا أهلنا هناك ضد داعش دعمناهم لتقوية موقفهم وحمايتهم و لمنع داعش من دخول عين العرب ، ولكن هذا الجزء اعتبروه نصر لهم فقط وأراد الأمريكي من خلال قوات سورية الديمقراطية أن يخرج بعض الجغرافية السورية من تحت سيطرة الدولة وإبعاد الجيش السوري عنها ، وهذا لايتوفق مع إدعائهم أنهم سيبقون جزء من سورية وهذا يخدم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ، والسوريون الأكراد مع سوريتهم ووحدة أرضهم ، لكن جزء منهم تريد الولايات المتحدة أن تستخدمهم لتحقيق مخططاتها ، ومن حق الجيش السوري أن يسيطر على الأرض السورية. أوليس من حقنا أن نمنع إقامة مهابط طيران أمريكية في الشمال السوري ؟ أليس من حقنا أيضا ً أن نمنع تواجد خبراء أمريكان في هذه المنطقة من الأرض السورية ؟ ومن يريد غير ذلك عليه أن يتحمل المسؤولية.
أما بخصوص جولة نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الى المنطقة فهذا يعني أن هناك تحرك سياسي روسي لمواجهة الولايات المتحدة وهناك واقع سياسي روسي يؤكد أنه لايمكن حل الأزمة السورية دون تحييد البعض الذين لايريدوم حل القضية السورية ، على سبيل المثال التركي الذي يشكل الممر الى سورية فلايمكن أن يكون معه حوار جدي مالم يغير هذه السياسية وهذا التعامل مع الحالة السورية ، وعندما يقول لافروف انه لاضرورة للقاء كيري في القريب العاجل ، وعندما يذهب بوغدانوف الى المنطقة فهه رسائل روسية الى الامريكي بأننا نحن يمكن أن نخطف من يدكم الأوراق التي تعتمدون عليها لتنفيذ سياساتكم في المنطقة ،. وها نحن نرى أن الولايات المتحدة بدأت تفهم أنها في حالة تراجع على الصعيدين السياسي والميداني ، وأنا برأي أن الوضع أقرب الى إالانفراج من الإنفجار.
التفاصيل مع أستاذ القانون في جامعة دمشق وعضو الوفد الحكومي السوري الى محادثات جنيف ، عضو مجلس الشعب الدكتور محمد خير العكام
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم