بينما تنتشر القواعد العسكرية الأجنبية بالقرب من المضيق خاصة في جيبوتي لمنع أي محاولة لإعاقة حركة الملاحة الدولية، وتجنب أي تأثير سلبي على حركة التجارة العالمية.
وترتبط أهمية باب المندب بممرات أخرى مثل قناة السويس في مصر، ومضيق هرمز اللذان تمر من خلالهما ناقلات النفط العملاقة لإمداد أوروبا بالنفط في ظل تزايد الاعتماد على نقط دول الخليج.
عسكرة المنطقة
دفعت الحرب في اليمن إلى تعزيز التواجد العسكري الدولي في المنطقة، حيث توجد قواعد عسكرية من دول مختلفة في المنطقة بهدف حماية مصالحها الاستراتيجية اقتصاديا وعسكريا وسياسيا، إلى جانب انتشار واضح لأساطيل الدول العظمى والإقليمية والقوى الكبرى لمراقبة خليج عدن وحماية الممر المائي من عمليات القرصنة، فضلا عن تطورات الحرب في اليمن الذي يواجه صراعا وحربا تدور رحاها بين قوى محلية مدعومة بأخرى إقليمية ودولية.
ثم تأتي القاعدة العسكرية الأمريكية "ليمونير" في جيبوتي، التي أنشأت عام 2007، وهي مسؤولة عن العمليات والعلاقات العسكرية مع الدول الأفريقية، وبلغ تعداد قواتها ما يقرب من 4 آلاف جندي، وأصبحت مقرا لقوات "أفريكوم" في المنطقة، ومهمتها مراقبة المجال الجوي والبحري والبري للسودان وإريتريا والصومال وجيبوتي وكينيا، واليمن.
أما التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن، ويضم الإمارات العربية المتحدة وعدد من الدول الأخرى، فيواجه خلافات سياسية ربما تؤثر على مستقبل اليمن، بينما تشير تقارير المراقبين إلى بوادر انفصال جنوب اليمن وعدم الاعتراف بشرعية الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، والمشاركة في عمليات التحالف الذي تقوده السعودية، والحديث عن فشل الوحدة بسبب النزعات القبلية وجرائم الحرب التي تركتب في حق اليمنيين.
صراع العرب على باب المندب
العودة باليمن إلى ما قبل العام 1990 بات سيناريو مفتوحا أمام تطورات الأحداث الميدانية والسياسية حول اليمن، وفي ظل الدور الأكبر للرياض وأبو ظبي في إطار التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، فإن الخلافات السياسية والأهداف المرجوة في اليمن ما بعد انتهاء الأزمة، تبدو واضحة بين البلدين، بينما يقف ميناء عدن الذي يطل على باب المندب في صدارة استراتيجية الإمارات التي دفعتها للمشاركة في هذا التحالف.
وانقسام اليمن ربما يحقق بعض ما تستهدفه أبو ظبي، بينما تعمل الرياض على إحباط أي دور إقليمي في المنطقة تعتبره عائقا أمام محاولات بسط النفوذ على اليمن الذي يمثل عنصرا مهما في المعادلة السعودية التي لا تستقيم في حال انقسم اليمن وأصبح للإمارتيين تواجد اقتصادي على أقل تقدير في الجنوب، في امتداد لأعمال شركة "موانئ دبي العالمية".
دخلت شركة "موانئ دبي العالمية" في مفاوضات مع ميناء عدن خلال حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وبسبب الأحداث الجارية تجمدت المشاورات، بينما أكدت "موانئ دبي العالمية" خلال أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي عن خطة لإحياء المفاوضات مرة أخرى، وذلك من خلال تصريحات رئيس مجلس إدارة "موانئ دبي العالمية"، سلطان بن سليم "نحن ندرس المجالات التي يمكننا أن نساعد فيها جارتنا في مبادراتها لاستعادة البنية التحتية التجارية والبحرية المهمة في عدن، ونتطلع إلى تطوير مناقشاتنا في المستقبل القريب".
الخلاصة
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)