وقال الزعيم التركي في كلمة له أمام رؤساء الإدارات القروية في أنقرة الخميس 29 سبتمبر/أيلول:" قاموا (خصوم تركيا في الحرب العالمية الأولى) بإجبارنا على التوقيع على معاهدة سيفر عام 1920 وأقنعونا على التوقيع على معاهدة لوزان عام 1923. لقد حاول البعض خداعنا بتصوير هذه المعاهدة كانتصار، لكن كل شيء كان واضحا. في لوزان، تخلينا لليونان عن جزر في بحر إيجه، على الرغم من أن الصرخة من هناك تسمع على الشواطئ التركية (قريبة جدا من الساحل التركي). هناك توجد مساجدنا ومقدساتنا. هذه المشكلة ظهرت بسبب الذين جلسوا خلف طاولة المفاوضات في لوزان ولم يتمكنوا من الدفاع عن حقوقنا".
من جانبها اعتبرت وسائل الإعلام التركية هذا البيان بمثابة الانتقاد المستتر لمؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، الذي اعتبر بمثابة الفوز، توقيع معاهدة لوزان بعد معاهدة سيفر غير المواتية بالنسبة لتركيا.
تجدر الإشارة إلى أن معاهدة لوزان للسلام وقعت في يوليو/تموز 1923 بين بريطانيا العظمى وفرنسا وإيطاليا واليابان واليونان ورومانيا ويوغسلافيا، من جهة، وتركيا — من ناحية أخرى، ووضعت الوثيقة حدودا جديدة لتركيا ونظمت بذلك بشكل قانوني عملية انهيار وتفكك الإمبراطورية العثمانية.
وتتهم أطراف عديدة بما في ذلك الدولة السورية تركيا بمحاولة استعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية والهيمنة على مناطق عربية في الشرق الأوسط.
وكان أردوغان لطالما طالب بـ"منطقة آمنة" بدعم دولي شمالي سوريا قرب الحدود التركية، لكن الفكرة لم تلق تأييد القوى العالمية.
وأطلقت أنقرة الشهر الماضي عملية "درع الفرات" العسكرية لدعم المعارضة السورية المسلحة في شمال سوريا، وذكر أردوغان في 19 سبتمبر/أيلول أن "المنطقة الآمنة" التي أنشأتها تركيا عند الحدود يمكن أن تمتد في النهاية على مساحة تصل إلى 5 آلاف كيلومتر مربع.
يذكر أن الإمبراطورية العثمانية كانت تسيطر على معظم أراضي البلقان واليونان وأراض شاسعة شرقي أوروبا، كما فرضت سيطرتها على جميع الأراضي العربية في غرب آسيا وشمال أفريقيا.