وأشاد رئيس مؤسسة "إنقاذ التركمان"، علي البياتي، بوكالة "سبوتنيك"، كونها أول وكالة دولية مهتمة بموضوع المختطفات التركمانيات وروجت إعلاميا له، وكان لها الأثر الكبير في اعتراف الأمم المتحدة بوجودهنَّ.
وذكر البياتي، في حديثه لمراسلتنا في العراق، أن العدد الكلي للمختطفين من أبناء المكون، وصل إلى 1200 مدنياً، منهم 600 امرأة وفتاة و 130 طفلاً تحت سيطرة "داعش".
ويقول البياتي: "اليوم وبعد كل هذه الجهود التي بذلتها المؤسسة وعلى مدى عامين ونصف من العمل الميداني التوثيقي والدبلوماسي والإعلامي، والنجاح في إقناع الجهات الحكومية والدولية بهذا الملف الخطير والمهم والذي تأخر كثيرا جدا للأسف، لم نلمس أي جهود حقيقية من الجانب الحكومي أو الدولي للتعامل بجدية مع هذا الملف الإنساني المهم، ولكننا نأمل من الحكومة العراقية والأمم المتحدة بعد قناعتهما التامة بوجود هذه النساء، أن تكون هناك جهود وخطوات للتعامل بجدية سواء تحرير المختطفات أو إخضاعهنَّ وكذلك المختطفين للعلاج أو التعامل مع ذويهن في قضية "العار الاجتماعي" في إشارة إلى اللواتي رفض ذويهنَّ عودتهنَّ معتبرين إياهنَّ "وصمة عار" وقتلهنَّ واجب بدافع الشرف ضمن العرف الاجتماعي السائد في البلاد".
واستذكر البياتي، عملية النزوح التي وصفها بالأقسى في تاريخ العراق، خلال حزيران/ يونيو 2014 نتيجة هجوم "داعش" على الموصل مركز نينوى شمال البلاد، ما اضطر ما يقارب 400 ألف تركماني، ترك المحافظة خشية ارتكاب المجازر بحقهم بعد سقوط الأرتال العسكرية التي كانت تحمي المحافظة.
وفي 20 أيلول/ سبتمبر 2016 أكدت وزارة الخارجية العراقية ولأول مرة وجود نساء تركمانيات من قضاء تلعفر التابع لنينوى، تلعفر تحت سيطرة "داعش"، وتلا هذا الإعلان لقاء وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، بنائبة الأمين العام للأمم المتحدة للعنف الجنسي، بانكورا، ووقعا اتفاقية بين الطرفين لمناهضة العنف الجنسي وعلاج آثاره.
وأعلنت وزارة الخارجية في بيان لها الأسبوع الماضي، أن الاتفاق المذكور، يتضمن البدء بعمليات توثيق البيانات وجمع الأدلة الخاصة بضحايا العنف الجنسي والجرائم التي ارتكبها الإرهاب في العراق ضد مكونات الشعب العراقي كافة.
وفي السادس من آب/ أغسطس الماضي، انفردت "سبوتنيك" بنشر تقرير منجز من قبل مؤسسة "إنقاذ التركمان" في العراق، يتضمن حكايات وأسماء وأعداد النساء العراقيات من المكون التركماني، اللواتي وقعنَّ بيد تنظيم "داعش" مختطفات حالهن حال الإيزيديات.
وكشف التقرير، أن 11 من النساء والفتيات التركمانيات، تمكن من الفرار من خاطفيهن "الدواعش"، من أصل 600 فتاة وامرأة مختطفة مصيرهن مجهول بيد تنظيم "داعش" الإرهابي.
وخمس نساء تركمانيات، من الضحايا كُن قادرات على الهرب من استعباد "الدواعش" لهن، والالتحاق بأسرهن في محافظتي النجف وكربلاء جنوب العراق، دون التعرض للرفض، لكن ذويهن يرفضون التعاون مع أي جهة للإدلاء بأي معلومات خوفا من الإحراج والعار، حسب التقرير.
ونقلت المؤسسة في تقريرها عن ناشطين محليين، إقدام واحدة من ثلاث ناجيات وصلن إلى مدينة زاخو التابعة لإقليم كردستان العراق، في تموز/ يوليو 2015، على الانتحار في ظروف غامضة داخل مخيم للنازحين، ولم يتم التوصل إلى الناجيتين في زاخو، لأنهما تحت سرية تامة من قبل حكومة الإقليم. لذلك لم تتمكن المؤسسة من الحصول على تفاصيل عنهن سواء عُدنَّ إلى عائلاتهنَّ أم لا.