وبحسب ما نشره موقع "RT" الروسي، فقد ذكرت القوات الموالية للحكومة، التي يقودها عبد ربه منصور هادي، أنها تقدمت تحت غطاء من طيران التحالف وسيطرت على عدد من المرتفعات، وقتلت عشرين من المسلحين الحوثيين. بيد أن هؤلاء أكدوا تصديهم لهجوم القوات الحكومية، وقالوا إنهم قتلوا العشرات من المهاجمين.
ونقل الموقع عن قياديين في القوات الحكومية بأن معارك عنيفة دارت بين الجانبين في عدد من مناطق مديرية نهم، انتهت بسيطرة هذه القوات المعروفة باسم الجيش الوطني والمقاومة على جبل النفاحة وجبل جرف اليلع وجبل ريمان، قائلين إن المسلحين الحوثيين وأنصار صالح فروا من تلك المواقع.
وأوضح هؤلاء أن طيران التحالف نفذ أكثر من 20 غارة استهدفت مواقع استراتيجية وتعزيزات عسكرية للحوثيين غرب المديرية. وبررت هذه القوات هجومها بأنه يهدف إلى تأمين مواقعها المتقدمة في المديرية، وأبرزها: جبل المنارة، ومنطقة بران، والحول، التي تدور فيها أعنف المعارك منذ أشهر.
وبحسب ما أورده الجانب الحكومي، فإن قواته دمرت دبابتين ومدرعة وأربعة مدافع وخمسة رشاشات ثقيلة وعددا من السيارات. وقال إن عشرات الجثث لمقاتلين حوثيين ما زالت مرمية في تلك المواقع.
بدورهم، تحدث الحوثيون عن انتصارات أحرزوها في مختلف الجبهات، مؤكدين قتل وجرح عدد من القوات الحكومية إثر استهداف تجمع لهم بصاروخ موجه في حي الجحملية في مدينة تعز، وأنهم صدوا زحفا لوحدات أخرى من هذه القوات باتجاه منطقة الشبكة في هيجة العبد بمديرية التربة التابعة لمحافظة تعز، واستهدفوا تجمعات أخرى في قرية الحريقة جنوب مديرية ذباب بالقصف المدفعي.
وبحسب RT، ذكر مصدر عسكري في الجماعة، أنها قصفت بالمدفعية مواقع القوات الحكومية في منطقة الخنجر في مديرية "خب والشعف" بمحافظة الجوف، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، وإن مدفعيتها استهدفت تجمعات الجنود السعوديين وآلياتهم في موقعي المخروق والهمر في قطاع نجران، كما أنها أطلقت عدة صواريخ كاتيوشا على موقع رقابة الفواز وقيادة رجلاء وتجمع لآليات شرق منطقة سقام.
وطبقا لهذه الرواية، استهدف الحوثيون مواقع السودانة ومركز سلاح الحدود والدفينية في ومعسكر القنبور، وقالوا إنهم أطلقوا صاروخ "زلزال-2" على تجمعات الجيش السعودي في موقع الغاوية في جيزان.
من جهتها، أصدرت وزارة الدفاع اليمنية ورئاسة هيئة الأركان بيانا أكدتا فيه رفضهما أي حلول أو مبادرة لا تنهي ما وصفتاه بـ "الانقلاب"، ولا تراعي الثوابت الوطنية ومخرجات الحوار الوطني.
وهاجمت الوزارة في بيانها الحوثيين، وقالت إن" مليشيات الانقلاب" لا تعرف الحوار، وإنما القتل والتدمير ونهب وسفك دماء اليمنيين على مرأى ومسمع من العالم أجمع. ومع ذلك ظلت القوات المسلحة حريصة على نجاح الحوار والتزمت بكل الهدن المقرة من القيادة السياسية.
البيان الذي وقعه اللواء محمد المقدشي، رئيس هيئة الأركان، ذكر أن استمرار هذه المفاوضات "العدمية" مع من فقدوا قيم الإنسانية ويتفننون في هدم أركان الدولة وقتل اليمنيين في كل شبر من أجزاء الوطن، كان كافياً للأمم المتحدة والمجتمع الدولي أن تقف بحزم لتنفيذ قرارتها وفي مقدمتها 2216، وإعادة الشرعية وتسليم الأسلحة ومؤسسات الدولة من دون قيد أو شرط، وإنهاء كل ما ترتب على الانقلاب.
هذا التصعيد الميداني والسياسي جاء بعد يومين من تسليم المبعوث الدولي الخاص باليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الحوثيين و"حزب المؤتمر الشعبي" خطة سلام جديدة، وينتظر أن يسلم نسخة منها إلى الجانب الحكومي في الرياض اليوم الخميس (27/10/2016).