قال فاضل جمعة، البالغ من العمر 37 عاما، وهو من المواطنين ذوي الاحتياجات الخاصة، إن مسلحي "داعش" جلدوه لأنه كان يدخن في الشارع: "لقد منعنا مسلحو "داعش" من استخدام الهاتف والانترنت. لم يسمح لنا تشغيل التلفزيون والراديو والاستماع إلى الموسيقى. حاولت مرة أن أشرح لهم حاجتي للذهاب إلى المستشفى في أربيل من أجل العلاج إلا أنهم لم يستمعوا إلي. لم يكن أحد قادر على مغادرة القرية دون إذنهم، الأمر الذي كان شبه مستحيل".
وتلقى يونس ايفدي (12 عاما) 20 جلدة لأنه كان يتحدث في الشارع مع ابنة خالته: "حكم علي المسلحون بـ20 جلدة وغرامة مالية قدرها 20 ألف دينار. لقد جمعوا السكان في الساحة المركزية ونفذوا العقوبة على مرأى الجميع. ولم يجرؤ أحد على الدفاع عني لأنهم خائفون على أنفسهم وأطفالهم".
وقال طلال عبد الله، البالغ من العمر 22 عاما، إن مسلحي "داعش" رأوه يدخن في منزله من خلال النافذة. ووفقا لأقواله، فقد اقتحموا منزله وجروه إلى "مقرهم" في القرية: "هناك حدد لي قاضي "داعش" عقوبة 50 جلدة وغرامة مالية قدرها 30 ألف دينار. ولم أجرؤ بعد ذلك على الاقتراب من السجائر خوفا من التعرض للتعذيب مرة أخرى. ولكن الحمد لله، لقد تم طرد الجهاديين من قريتنا وأستطيع الآن التدخين بأمان ودون خوف من أحد. أترون في جيبي علبة سجائر".
وتحدث الشاب حميد يوسف عن التعذيب الذي تعرض له من قبل "داعش"، قائلا: "شكوا أنني أساعد أحد أقربائي، الذي يحارب في صفوف البيشمركة. واقتحم الجهاديون منزلنا وجرونا أنا وأبي إلى مقرهم، حيث عرضوني للتعذيب وسوء المعاملة لمدة 10 أيام. فقد كانوا يضربونني على ساقي وظهري بأنبوب معدني وخرطوم. لقد كان ذلك قبل نحو شهر. وأصبحت بعد ذلك من أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة، فلا يمكنني المشي على قدمي اليسرى وأشعر بألم شديد".
وتقول حازمة عيسى، البالغة من العمر 40 عاما: "كانت قريتنا تحت سيطرة "داعش" لمدة سنتين و4 أشهر. عشنا خلال تلك الفترة وكأننا عبيد. وكان الوضع مؤسفا أكثر بالنسبة للنساء. فقد كنا مقيدي الأيدي والأرجل بكل معنى الكلمة. وكان ينتظرنا العقاب الشديد على أبسط مخالفة لقواعدهم. وكانت دوريات نساء "داعش" تتجول في الشوارع باستمرار للتأكد من أن جميع النساء في القرية تتصرفن وفقا "للقواعد" التي وضعها الإرهابيون. وحبسوا ابنة عمتي لمدة أسبوعين لأنهم رأوا خاتما في إصبعها".