هذه ليست رسائل تطلب من المقاتلين الاستسلام، حيث أن في كل رسالة تُختبئ قصة، قصة حياة المدنيين الذين يتعرضون للقصف المستمر.
وقد كتبت التلميذة "رحمة روبي" في إحدى هذه الرسائل "أخي خدم في الجيش السوري، وقد أصابته رصاصة القناص، وقد دفناه، ولا يمكن أن ننسى ذلك".
رحمة تبكي في كل مرة تتذكر فيها خسارة أخيها، ولكنها تؤكد عدم رغبتها بالانتقام، إذ تريد فقط أن ينتهي تبادل إطلاق النار بسرعة.
وكانت هناك فتاة أخرى "رقية" التي كانت تحمل بين في يدها منشورا على شكل قلب وردي تُعبر فيه عن حبها لجميع السوريين. وقالت "كلنا شعب واحد، ولي أقارب في شرق حلب، أريد أن أراهم سالمين وبصحة جيدة".
وكان المسلحون قد هدموا جميع المدارس في حلب، حيث أصبح من غير الممكن الدراسة فيها، واتخذ الأطفال من المساجد مكانا لدراستهم.
وكانت المدارس قبل الحرب تقع في الأحياء القديمة لحلب وفي بنايات أثرية. ولكن بعد مجيء الإرهابيين تهدمت المدارس وهلعت كوادر التدريس وهربت.
وقام المسلحون بالتمييز بين طوائف الإسلام على الرغم من إخوتهم في الدين، فقد لاحقوا العلويين والشيعة في حلب.
البنتان فاطمة ورحمة قد وجهتا أيضا رسالتيهما إلى المسلحين. فاطمة فقدت أحد إخوانها في الحرب، ومن شدة الحزن توفيت أمها حزنا عليه.
أما رقية فقد قتل أخوها منذ ثلاث سنوات. الدروس في المسجد تبدأ مع صلاة لذكرى الأطفال القتلى في المدرسة. الفتيات في الصف يرددن الصلاة. وبعد ذلك يواصلن الدرس.
مرات عدة انفجرت ألغام الإرهابيين التي زرعوها بطريق المسجد. لكن هذا لن يثني الفتيات عن عزيمتهن في مواصلة الحياة.
"الإسلام — دين عظيم يعلم السلام والمحبة والعمل الخير.."، تؤكد الفتاة ميريام في وشاح أبيض مع شريط أسود في الأسفل. بعد المدرسة، الفتيات يرغبن في إكمال الدراسة، لكي يصبحن في المستقبل طبيبات أو معلمات. ويريد الأطفال أيضا تعليم أساسيات الإسلام وشرح ما هو دينهم، أولا وقبل كل شيء.