وبذلك اختتم الشوط الأول من البطولة بنتيجة 6 — 6 لكل من اللاعبين ليقام شوطها الثاني، بحسب البرنامج المعلن سابقا، غدا في الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني من خلال سلسلة من الجولات القصيرة (مدة الجولة 25 دقيقة لكل لاعب زائد 10 ثوان لكل نقلة) وربما الخاطفة عند الضرورة (5 دقائق زائد 3 ثوان لكل نقلة).
وينهمك خبراء مخضرمون، الآن، في طرح تكهنات جديدة ولكن معدلة هذه المرة بشأن فرص نجاح بطل العالم، من جهة، ومتحديه، من جهة أخرى، في الصراع على تاج البطولة وجائزتها (1 مليون يورو إجمالا للفائز والخاسر).
اضطر المراقبون إلى تعديل تقديراتهم الأولية التي كانوا قد طرحوها قبيل انطلاق البطولة في 11 نوفمبر/تشرين الثاني حين كان أغلبهم، يرجحون فوز كارلسن بسهولة نسبية نظرا لتفوقه على كارياكين في نقاط مؤشر التصنيف حسب قائمة النخبة الشطرنجية العالمية (2853 مقابل 2772). ذلك أن سير المعركة الفعلي أثبت تكافؤ إمكانيات الأستاذين الدوليين الكبيرين في الجولات الطويلة من الشطرنج الكلاسيكي. بل ولا بد من التذكير بأن المتحدي فوت فرصتين "ذهبيتين" وبالتحديد في الجولة التاسعة التي انتهت بالتعادل رغم أن كارياكين كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز فيها، وفي الجولة العاشرة التي خسرها رغم أن كل جمهور المتابعين (وكارلسن أيضا حسب اعترافه) رأوا طريقا سهلا أمام اللاعب الروسي لفرض التعادل.
ومن جديد يأتي في مقدمة صياغة التنبؤات التركيز على مؤشرات تصنيف اللاعبين وهي ليست لصالح كارياكين مرة أخرى. فقد جمع كارلسن فهو بطل العالم في كل الفئات الثلاث للشطرنج 2894 نقطة في الشطرنج السريع و2873 نقطة في الشطرنج الخاطف مقابل 2818 نقطة و2800 نقطة على التوالي لدى خصمه.
ومع ذلك يعيد نفس المراقبين إلى الذاكرة أن الروسي كان قد أحرز بطولة العالم في الشطرنج السريع عام 2012 في أستانا (كازاخستان) وكذلك أن كارياكين حقق نجاحه في بطولة كأس العالم في باكو، العام الماضي، بفضل تغلبه على الروسي الآخر بيوتر سفيدلر في جولتي الشطرنج الخاطف في نهائي المباراة.
كما يلفت المتنبئون إلى أن عاملي اللياقة البدنية والقدرة على التحكم في الأعصاب سيلعبان دورا كبيرا، حتما، في الشوط الثاني والأخير من البطولة التي تستمر فعالياتها للأسبوع الثالث على التوالي بين ألمع ممثلي الجيل الجديد في الشطرنج العالمي وهما من مواليد عام 1990.