المؤتمر الذي عقد بمشاركة عدد من الباحثين والخبراء الروس والعرب، إضافة لممثلين عن الخارجية الروسية ومؤسسات حكومية ومنظمات مجتمع مدني المؤتمر خرج بتوصيات، أرسلت نسخ منها للجهات الرسمية الروسية والدولية،، وكان من أبرز الحضور: سلافا نتشاييف ممثل وزارة الخارجية الروسية، وسيرغي فوروبييف ممثل مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي"، وسيرغي سبيديروف ممثل أكاديمية علوم الاستشراق، وفلاديمير تشاتي رئيس المنظمة الدولية لخريجي الاتحاد السوفييتي، وتاراس أغولو ممثل حكومة سان بطرسبورغ، وأندريه فرالوف ممثل لجنة العلاقات الخارجية في الحكومة.
وأجرت "سبوتنيك" حواراً مع رئيس الملتقى يحيى محمد عبد الله صالح، للتعرف على ما شهدته فعاليات المؤتمر والتوصيات التي خرج بها. وإليكم نص الحوار:
سبوتنيك: سيادة العميد.. أنتم الآن في روسيا، جئتم من اليمن السعيد ،رغم المآسي التي يمر بها، لحضور فعاليات مؤتمر عن الحضارة اليمنية، حدثني عن هذا المؤتمر.
صالح: أهلا وسهلا بكم، هذه ليست الزيارة الأولى لروسيا، فقد قمنا بزيارة موسكو العام الماضي، وأجرينا لقاءات عديدة مع قيادات روسية، وهذا العام قمنا بتنظيم مؤتمر عن اليمن تحت شعار "اليمن حضارة عريقة"، لتسليط الضوء على الأحداث المأساوية التى تحدث من جراء العدوان السعودي على اليمن وما يقوم به من حرب إبادة لشعبنا اليمني، وتدمير شامل للمنشآت الاقتصادية والأثرية والتاريخية، لذا حرصنا على تسليط الضوء على هذا الجانب في روسيا، وخصوصا أن روسيا تلعب دورا كبيرا في حل مشاكل الشرق الأوسط بداية من سوريا وغيرها، ونأمل أن تلعب نفس الدور في حل أزمة اليمن.
سبوتنيك: سيادتك تترأس ملتقى "الرقي و التقدم"،وقد قمتم بتنظيم هذا المؤتمر عن الجانب اليمني، بالتعاون مع المركز الثقافي العربي من الجانب الروسي، حدثني عن المشاركة في هذا المؤتمر.
صالح: الحقيقة أن المشاركة كانت ممتازة من الجانب الروسي، حيث شارك العديد من الهيئات والمؤسسات ومندوبين عن الخارجية الروسية وعدد من المؤسسات الرسمية الروسية، وكان لهم مداخلات في طرح وجهة النظر الروسية، وتم إصدار
1 ديسمبر 2016, 13:11 GMT
بيان بهذا الخصوص، وتعهد لنا المشاركون بإيصال نتائج وتوصيات المؤتمر إلى القيادة الروسية من أجل حثها على المزيد من التحرك فيما يخص حل الأزمة اليمنية بالطرق السلمية والعمل على وقف العدوان وفك الحصار، وهذا ما نأمله من القيادة الروسية ان تلعب دورا هاما في مجلس الأمن لوقف العدوان، وعدم ربطه بالحوارات السياسية لما تستغرقه من وقت طويل، ولارتباط الحوار السياسي بطرف إقليمي "السعودية"، هو الذي يقوم بتوجيه الطرف اليمني الموجود في الرياض.
سبوتنيك: هناك نزاعات وحروب عديدة قامت، لكن ما يتعرض له اليمن من حرب شاملة وحصار اقتصادي يمثل مأساة، هل من الممكن أن تحدث المجتمع المدني الدولي على ما يحدث في اليمن؟
صالح: إن ضحايا العدوان لا يقتصرون على ضحايا القصف الجوي والبحري فحسب، بل تعدى ذلك إلى ضحايا نقص الغذاء والدواء، وضحايا الأمراض والأوبئة، وذلك بسبب الحصار الخانق المفروض على اليمن، ولهذا فالإحصائيات الصادرة
عن المنظمات الدولية تشير فقط إلى ضحايا القصف متغافلين عن المتوفين جراء نقص الأغذية والأدوية وانتشار الأوبئة مع انعدام الرعاية الصحية، فتواجد المنظمات الدولية الإغاثية والحقوقية في اليمن تواجد ضعيف، وهناك منظمات تعرضت للقصف والتدمير وقتل العاملين بها فقامت بإغلاق مراكزها مثل الصليب الأحمر وأطباء بلا حدود، والبعض الآخر تم شراء ذمم العاملين بها من قبل المملكة السعودية، فلا تسلط الضوء على ما يحدث باليمن، فالسعودية تقوم بعمليات قتل وإبادة ممنهجة لأنها تعلم أنها فوق المحاسبة أو حتى التنديد، وللأسف تم انتخابها كرئيس للجنة خبراء حقوق الإنسان، وهذا يدل على ازدواجية المعايير، وعدم الاهتمام بالإنسان اليمني من قبل المنظمات الحقوقية، ولو أنها تهتم بالشعب اليمني لشكلت ضغط على السعودية من أجل وقف العدوان، وترك حل المشاكل الداخلية لليمنيين فيما بينهم، فهذا شأن داخلي خاص، واليمن دولة ذات سيادة، ويجب أن يتم وقف هذا العدوان الشامل.
© AP Photo / Hani Mohammedالحوثيون بصنعاء
الحوثيون بصنعاء
© AP Photo / Hani Mohammed
سبوتنيك: بالإضافة للخسائر البشرية، هناك خسائر تاريخية لا تعوض، فاليمن دولة ذات تاريخ وحضارة "حضارة سبأ"، هل يمكن تقدير حجم هذه الخسائر التاريخية ولو بشكل تقريبي؟
صالح: من المعلوم أن السعودية كدولة طارئة وناشئة لا تاريخ لها فلديها عقدة نقص كبيرة، ولذلك هي تنتقم من الدول ذات التاريخ الحضاري، فعبر دواعشها والمجموعات الإرهابية في العراق وسوريا قاموا بتدمير الآثار وسرقتها وتهريبها للخارج،
30 نوفمبر 2016, 12:42 GMT
وفي اليمن يقوم طيران العدوان السعودي بقصف المنشآت الأثرية والتاريخية وكلها مناطق مسجلة لدى المنظمات الدولية، ولم نسمع منها إلا التنديد، مثل العاصمة صنعاء القديمة المسجلة لدى "اليونيسكو" ومناطق أثرية أخرى يقوم طيران العدوان بقصفها رغم بعدها عن مناطق الصراع، إلى جانب قيامهم بتفجير وتخريب الأضرحة عبر أدواتهم من القاعدة وداعش، بخلاف تهريب الاثار والمخطوطات التاريخية إلى الخارج وبيعها في الأسواق الخليجية إلى رجال الأعمال والتجار لاقتنائها كـ"تحف" ، فهناك عملية منظمة لإفراغ اليمن من تاريخه وحضارته، ومحو أي شواهد تاريخية أو حضارية لليمن.
سبوتنيك: لنتحدث عن الرأي العام الداخلي في اليمن، كيف هو التوجه إلى الحوار أي ماذا يعتقد اليمنيون الوطنيون؟
صالح: اليمنيون معروفون بحكمتهم، لكن هذه الحكمة تذهب عندما تتدخل أطراف خارجية لدعم طرف بعينه ضد باقي الأطراف، عندما يحتكم اليمنيون إلى العقل والمنطق والحكمة يجدوا الحل لمشاكلهم، الآن السعودية تقوم بتغذية الصراعات
الطائفية والجهوية والمناطقية في اليمن من أجل خلق نزاعات مستمرة، حتى وإن انتهى العدوان تظل هذه الصراعات الداخلية مشتعلة، وللأسف الشديد عندما تضعف الدولة ومؤسساتها ويكون الوازع الوطني ضعيف تنشأ الفرق التي تعمل على التخريب، وعندما تجد الممول الخارجي تعمل على تفكيك النسيج الوطني، فتجد مجموعة تدعو لانفصال الجنوب، وأخرى تدعو لانفصال حضرموت، فهناك عملية ممنهجة لتفكيك اليمن إلى عدة دويلات متصارعة حتى يسهل التحكم فيها وفي مصير الشعب اليمني، وهذا ما تقوم به السعودية بتغذية هذه الصراعات بواسطة مجموعة من عديمي الوطنية وضعاف النفوس، حيث استطاعت بمالها التأثير عليهم، ولكن الحمد لله هناك قوي وطنية تسعى للحفاظ على النسيج الاجتماعي والحفاظ على الوحدة الوطنية، وبإذن الله بمجرد وقف العدوان تستطيع تلك القوى أن تلملم الجراح وتعيد وحدة اليمن إلى ما كان عليه في إطار يمن ديمقراطي موحد، والحل يتمثل في إجراء انتخابات نيابية ورئاسية، وعدم السماح بالتدخل الخارجي في حل الأزمة اليمنية بالعنف والقصف.