ويكشف نيكسون، أول محقق أمريكي استجوب الزعيم العراقي بعد أسره لدى القوات الأمريكية في الـ13 من ديسمبر/ كانون الأول 2003، عن الانطباع الذي تركه فيه صدام حسين، وذلك ضمن كتاب بعنوان "استجواب الرئيس: التحقيق مع صدام حسين" الذي سيطرح في الأسواق في نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وذكر نيكسون: "كان (صدام حسين) يجلس على كرسي حديدي ينطوي، مرتديا دشداشة بيضاء وسترة مبطنة زرقاء. لم يكن هناك حتى أدنى شك في أن هذا الرجل يمتلك الكاريزما…حتى بكونه أسيرا ينتظره الإعدام كان يخلق في محيطه أجواء من الرهبة".
وأكد الكاتب، اندهاشه من نفي الرئيس الأسير قطعيا امتلاك بلاده أسلحة الدمار الشامل، فضلا عن وجود أي صلة بين حكومته ومنفذي اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول 2001، علما بأن هذين الأمرين هما ما استخدمته واشنطن كحجة لشن غزوها للعراق.
وقال الرئيس الأسير بسخرية مريرة، ردا على سؤال من المحقق عن أسلحة الدمار الشامل: "قد وجدتم خائنا أوصلكم إلى صدام حسين. أليس هناك خائن آخر سيكشف لكم عن أماكن تواجد أسلحة الدمار الشامل؟"، ليضيف لاحقا: "لم نفكر آبدا في استخدام أسلحة الدمار الشامل، ولم تطرح هذه المسألة على النقاش".
وأشار صدام حسين إلى أن الاتهام الوحيد الذي لا يرفضه هو غياب أجواء من التفاهم والإصغاء المتبادل في العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة.
ويعرب نيكسون عن قناعته بصدقية تصريح صدام حسين بأنه لن يأمر بشن هجوم كيمياوي على مدينة حلبجة الكردية العراقية، في الأيام الأخيرة من الحرب العراقية الإيرانية في عام 1988.
وفسر عميل المخابرات السابق اقتناعه بهذا الشأن موضحا أن هذا الهجوم وفر أمام طهران مجالا إضافيا لانتقاد الحكومة العراقية.
واعترف نيكسون أن الانطباع الذي تركه لديه صدام حسين يختلف جذريا عن تصوراته المسبقة، مضيفا أن الزعيم الأسير كان في حالة صحية جيدة وأشاد بزوج أمه، في تناقض واضح مع المعلومات المتوفرة للاستخبارات الأمريكية.
وحذر الرئيس العراقي الأسبق المحققين من أن الأمريكيين لن يستطيعوا حكم العراق لأنهم لا يعرفون اللغة والثقافة والعقل العربي.
وأشار المحقق السابق إلى أن المرة الوحيدة التي لم يستطع فيها صدام حسين إخفاء أحاسيسه أثناء الاستجواب حصلت خلال إجابته عن سؤال عن ابنتيه رنا ورغد، إذ اعترف الزعيم الأسير ببالغ اشتياقه إليهما.
إلى ذلك، يروي نيكسون في كتابه تفاصيل لقائه مع الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، وذكر أن صاحب البيت الأبيض آنذاك كان قاب قوسين من فقدان أعصابه حين سمع أن صدام حسين لم يبدو للمحقق ديكتاتورا ساديا، بل رجلا يتمتع حتى بالسخرية من نفسه.