قالت الصحيفة إنه وعلى الصعيد الميداني، تظهر المعطيات والوقائع أن هناك العديد من العوامل المهمة التي ترجح تسريع عملية تطهير ما تبقى من مناطق سوريا من سيطرة الإرهابيين، وبالتالي إعلان الانتصار الكامل لسوريا وحلفائها على جيوش الإرهابيين والدول المساندة والداعمة لهم في عام 2017…وهذه العوامل تتجسد بالآتي:
أولاً: انهيار معنويات الإرهابيين
لقد أدت هزيمة الجماعات الإرهابية المسلحة في حلب إلى انهيار كبير في معنويات الجماعات الإرهابية المسلحة وزيادة الخلافات والانقسامات في ما بينها، وهو ما ظهر من خلال احتدام الصراع بين "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" على خلفية الموقف من اتفاق خروج المسلحين المحاصرين من بعض أحياء حلب الشرقية، مقابل إخراج الجرحى والمرضى والمسنين من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين.
ثانياً: تراجع عزيمة المسلحين وضعف قدرتهم
تراجع عزيمة المسلحين وضعف قدرتهم على مواصلة القتال انطلاقاً من أن أملهم في تحقيق المكاسب الميدانية قد تلاشى، وأنه لن يكون بمقدورهم الصمود أمام هجمات الجيش السوري وحلفائه، ولهذا فقد فقدوا الأمل في تحقيق أهدافهم التي سعوا إليها منذ بداية حربهم، وتراجع قدرة الدول الداعمة لهم على مواصلة دعمها، فيما التداعيات السلبية لفشل الحرب الإرهابية في تحقيق أهدافها بدأت تظهر نتائجها في قلب هذه الدول من خلال التفجيرات الإرهابية التي حدثت في العديد من المدن الغربية والتركية والمرشحة إلى التصاعد مع عودة العناصر الإرهابية الهاربة من ميدان القتال، في سوريا، إلى هذه الدول.
ثالثاً: الارتفاع الكبير في معنويات الجيش السوري والقوى الحليفة
الارتفاع الكبير في معنويات الجيش السوري والقوى الحليفة له في مقابل انهيار معنويات الإرهابيين، مما سيكون له أثره الهام على مسار القتال في الميدان لتحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الإرهابيين.
رابعاً: المناطق المتبقية تحت سيطرة المسلحين هي أقل مساحة
رابعاً إن المناطق المتبقية تحت سيطرة المسلحين هي أقل مساحة وأقل وعورة وصعوبة من المناطق التي حررها الجيش السوري في المرحلة السابقة في أعقاب الحضور العسكري الروسي النوعي، في نهاية أيلول من عام 2015.
خامساً: ما تبقى من مسلحين بات أقل عدداً
إن ما تبقى من مسلحين بات أقل عدداً وخبرة وقدرة على مواجهة الجيش السوري وحلفائه، ذلك أن المسجلين قد خسروا في معاركهم السابقة، لا سيما الأخيرة في حلب ومحيطها، نخبة قياداتهم ومقاتليهم، وما تبقى منهم أقل استعداداً وقدرة على القتال.
سادساً: عدم قدرة المسلحين على تعويض خسائرهم
عدم قدرة المسلحين على تعويض خسائرهم إما لناحية السلاح والذخيرة أو لناحية المقاتلين بسبب إقفال الحدود الأردنية واللبنانية ومعظم الحدود التركية، فمن المعروف أن قدرة المسلحين في السابق على مواصلة القتال وشن الهجمات المتتالية واستعادتهم السيطرة على بعض المناطق التي خسروها كانت مرتبطة بسرعة تعويض خسائرهم العسكرية والبشرية.
سابعاً: الاختلال الكبير في موازين القوى لمصلحة الجيش السوري
الاختلال الكبير في موازين القوى لمصلحة الجيش السوري وحلفائه في ظل عدم قدرة الدول الداعمة للإرهابيين على تغيير هذه الموازين، نتيجة الحضور العسكري الروسي الذي فرض توازناً عسكرياً استراتيجياً في مواجهة القوة الأميركية وحلف "شمالي الأطلسي".
ثامناً: هزيمة المسلحين في حلب وغياب أي أفق لهم في تحقيق أهدافهم
هزيمة المسلحين في حلب وغياب أي أفق لهم في تحقيق أهدافهم وتراجع قدراتهم واختلال موازين القوى لمصلحة الجيش السوري وحلفائه انعكس وسوف ينعكس في تعزيز خط التسويات والمصالحات، وهو ما تجلى في اندفاع المسلحين في الكثير من المناطق في ريف دمشق إلى سلوك هذا الخيار والعودة إلى كنف الدولة، أو الذهاب إلى إدلب.
تاسعاً: فقدان المسلحين للبيئة الحاضنة
فقدان المسلحين للبيئة الحاضنة إما نتيجة ممارساتهم المشينة والبعيدة عن أي قيم دينية يدعونها، وإما نتيجة تحول في موقف هذه البيئة التي باتت تضغط عليهم لعدم الاستمرار في الحرب والقبول بالتسوية مع الدولة السورية بسبب فقدان أي جدوى من الاستمرار في القتال.
عاشراً: لن يكون في مقدور الدول الغربية تبرير استمرار دعمها للقوى الإرهابية المتبقية
لن يكون في مقدور الدول الغربية تبرير استمرار دعمها للقوى الإرهابية المتبقية والتي سيواجهها الجيش السوري وحلفاؤه، لأن هذه القوى هي تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" (فتح الشام) و"أحرار الشام" توأم النصرة، وهي تنظيمات مصنفة من قبل مجلس الأمن والأمم المتحدة باعتبارها تنظيمات إرهابية.