وقال الخبير الاقتصادي محمود عبدالجواد، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن كل الشكوك في جدوى عودة هذه الرحلات ليست في محلها، لأن الاقتصاد المصري سيشهد طفرة بالفعل بمجرد بدء عودة السياح الروس إلى القاهرة، بعد غياب استمر لما يزيد عن عام كامل.
وأضاف عبدالجواد أن السياحة الروسية من أهم الموارد التي يجب على الحكومة المصرية إعادة استغلالها مرة أخرى، لأنها تشكل 40% من ناتج العملة الصعبة التي كانت تدخل مصر عن طريق هذا القطاع، لذلك فإن الحكومة المصرية مطالبة بأن تقدم للجانب الروسي كل ما يحتاجه ويطلبه في سبيل ضمان أمن وحماية وسلامة السياح الروس.
وأوضح الخبير الاقتصادي أن الإعلان من الجانب الروسي عن قرب عودة السياحة الروسية إلى مصر، جاء بناء على جهود مصرية حثيثة وجادة لضمان أمن كافة السياح الوافدين إلى المدن السياحية المصرية، خاصة بعدما وافقت مصر على تواجد خبراء روس بشكل دائم في المطارات المصرية، وبالتالي أصبح على الدولة أن تخطط بشكل صحيح لاستغلال الموارد السياحية بشكل جاد من الآن.
وتابع "دائما ما نقول إنه مثلما كان لروسيا دور هام في دعم مصر على المستوى السياسي والدولي، فإن عليها دور هام أيضاً في دعم مصر على المستوى الاقتصادي، من خلال إعادة الرحلات بين القاهرة وموسكو في أقرب وقت ممكن، وهو ما تحقق أخيراً بعد إخطار الرئيس فلاديمير بوتين للرئيس السيسي بأن الرحلات في طريقها للقاهرة قريباً".
من جانبه، قال النائب سمير عليوة، عضو مجلس النواب المصري، إن الوزارات والهيئات المتصلة بالسياحة، وكذلك الأجهزة الأمنية، تمكنت خلال العام الماضي، من تطوير أدائها لحماية السياح، وخصوصا في شرم الشيخ، التي شددت فيها الإجراءات الأمنية، كما أن تواجد الخبراء الروس لمتابعة إجراءات التأمين سيساعد بشكل كبير في عودة السياحة الروسية لمصر.
وأكد النائب، لـ"سبوتنيك"، أن الروس يحبون مصر، وكان السائح الروسي من أعمدة السياحة والدخل القومي خلال السنوات الماضية، بل إن صناعة السياحة التي تأثرت بشكل كبير بعد الثورتين، كانت تحافظ على نوع من التوازن الاقتصادي، بسبب وجود السياح الروس، الذين واصلوا توافدهم ولم تمنعهم الأحاديث عن عدم الاستقرار الأمني أو الإرهاب من التواجد، ولكن أزمة الطائرة كانت كارثة استدعت انسحابهم.
ولفت إلى أنه من المميزات التي تجعل شركات السياحة الروسية تضع مصر في أولويات وجهاتها، وجعلت السياح الروس أيضا يهتمون بتكرار زياراتهم لمصر، جوها الساحر وأسعارها التنافسية، بجانب العلاقات الطيبة بين الشعبين المصري والروسي، التي تمتد لسنوات طويلة.