تعد إصابة الحبل الشوكي، واحدة من أخطر الإصابات حيث لا يوجد علاج نهائي لها حتى الآن، خصوصا وأن أعصاب الحبل الشوكي لا تتعافى تلقائيا بعد الإصابة، كما أن الجهود التي تُبذل لإصلاحها بالطرق الدوائية، أو تقنيات إعادة التجديد حققت نجاحا محدودا فقط.
غير أن الباحث كابو جروسو وزملائه، تمكنوا من ابتكار طريقة بديلة، تضمنت اتصالا إلكترونيا لاسلكيا بين المخ والحبل الشوكي، ونجحت التجربة بالفعل، وتمكنَت من استعادة الحركة لاثنين من القردة، كان كل منهما له ساق مشلولة، نتيجة لإصابة في الحبل الشوكي.
ووفقا للبحث الذي نُشر مؤخرا بدورية Nature، فإن الباحثين تمكنوا من زرع غرْسَةً في المخ، أطلقوا عليها "واجهة التواصل العصبي"، وهي تترجم المعلومات الواردة من منظومة من الأقطاب الكهربائية التي تقيس نشاط عدد من خلايا المخ التي عادة ما تتحكم في حركات الساق، وزرعوا أيضا منظومة أخرى من الأقطاب الكهربائية فوق الناحية القَطنية في الجزء السفلي للحبل الشوكي في كل قرد، أسفل مستوى منطقة الإصابة. وبثّت هذه الأقطاب تيارات كهربائية صغيرة، أدَّت بدورها إلى توليد الحركة في الطرف المشلول. وقد جرى التحكم الآني في تنشيط العضلات بواسطة إشارات المخ المترجمة، التي تم ترحيلها إلى المنظومة القطنية، عن طريق وصلة لاسلكية، دون المرور بالمنطقة المصابة في النخاع، فاستعادت هذه الوصلة الاصطناعية التواصل بين المخ والمنطقة القطنية بالنخاع الشوكي، وهو ما مَكَّنَ الحيوانَين من المشي مرة أخرى.
وتعود أهمية البحث إلى أنه ربما يجد علاجا نهائيا، لعدد كبير ممن يتعرضون لإصابة في النخاع الشوكي، وقدرتهم منظمة الصحة العالمية، بما بين 250 و500 ألف شخص سنويا، وتُفْضِي إلى حالات من العجز الذي يمكن أن يستمر لعقود.