يأتي ذلك بعد أن أكدت قيادة عمليات "قادمون يانينوى"، اليوم الأربعاء، عن تحرير حي الصديق في المحور الشرقي للساحل الأيسر لمدينة الموصل ورفع العلم العراقي فوق مبانيه.
هذا فيما وصلت قوات الشرطة الاتحادية إلى وسط حي سومر في الساحل الأيسر من الموصل، بعد أن توغلت إلى وسط حي سومر مسنودة بعشرات القناصين الذين يعتلون أسطح المباني والطائرات المسيرة لاصطياد دفاعات الإرهابيين.
وعن هذه التطورات أجرى برنامج "الحقيقة" الذي يبث على أثير راديو "سبوتنيك" حوارا مع رئيس "المركز الإعلامي التطوعي" ذو الفقار البلداوي، حيث قال البلداوي في معرض حديثه:
"إن الانهيار لتنظيم "داعش" في وسط الموصل جاء بعد قطع جميع الإمدادات الغربية باتجاه سوريا والغربية الشمالية باتجاه تركيا من قبل الحشد الشعبي، وعزل أغلب مناطق الموصل بريا عن كل إمدادات تصلهم، سواء كانت اقتصادية أو عسكرية، وهذا كله أدى إلى حالة الضعف التي أصابت تنظيم "داعش" في الموصل، بدليل تقدم القوات الأمنية بخطى ثابتة إلى الهدف المرسوم إليها".
من المعروف أن تنظيم "داعش" يركز جل قوته في الجانب الأيمن من مدينة الموصل، والذي إلى الاَن لم يشهد عمليات عسكرية، وهذا الجانب يضم مبان قديمة وأزقة ضيقة وكثرة عدد السكان المدنيين، ما يصعب مهمة القوات العراقية في اقتحام هذا الجانب. ويرى الكثير من المراقبين أن معركة الجانب الأيمن ستكون الأشد ضراوة بين المعارك التي خاضتها القوات الامنية العراقية مع هذا التنظيم. كما أن عناصر التنظيم سوف لن يكون لهم من مخرج سوى القتال حتى الموت. وعن ذلك يقول البلداوي:" هناك تصريحات من قادة الحشد الشعبي على قرب بدء الصفحة السادسة لعمليات تحرير الموصل بالتزامن مع العمليات الجارية في محاصرة المدينة وتطهير الطرق الزراعية، الكثير يتوقع أن الصفحة الأخيرة من عمليات التحرير ستكون الأشد قتالا، لكن الجماعات الإرهابية داخل الموصل تتأثر بصورة عكسية مع الاتفاقات السياسية، ومتى ما انخفض قوة الخطاب السياسي للمدافعين عن داعش نتيجة الضغوطات الدولية، فإن ذلك يؤدي إلى سرعة انهيار التنظيم".
ويضيف البلداوي "إن هم القوات الأمنية الوحيد، يتمثل بالمحافظة على أرواح المدنيين في الموصل، حيث أن التنظيم يستخدم المدنيين كدروع بشرية، ومع ذلك فإنه لم ينجح".
وتبقى الخطط العسكرية الخاصة بتحرير الموصل غير واضحة أو معلن عنها، حيث أنها تتغير بشكل مستمر لتلائم واقع الميدان العسكري، إضافة الى الحفاظ على سريتها. وعن ذك يقول البلداوي"إن الثوابت الوحيدة في الخطط العسكرية في الموصل هي متغيرات الخطط، حيث لا توجد صورة واضحة للخطط العسكرية، وهذا بدوره يعطي تقدما كبيرا ويفوت الفرصة على التنظيم الإرهابي في الاستعداد للقتال".
ومع ذلك، فإن عنصر المفاجئة يبقى قائما، وقد أشار إلى ذلك البلداوي بقوله "وقد تكشف لنا الصفحة السادسة قوة ترعب أو تنهي تنظيم "داعش" في الموصل".