وترك هؤلاء الأطفال، الذين جندهم تنظيم "داعش" ضمن ما يُسمى بـ"ديوان الجند" و"أشبال الخلافة"، رسوماتهم على دفاتر مخصصة للخط والأرقام، في نفق عثرت عليه القوات العراقية، حديثاً، في نينوى شمالي بغداد.
وتنشر "سبوتنيك" صورا للرسومات التي حصلت عليها مراسلتنا من مصدر أمني عراقي، بعدما وجدتها القوات العراقية مرمية ومبعثرة بمقر لـ"داعش"، محفور تحت أرض منزل لعائلة من المكون المسيحي، في قضاء الحمدانية جنوب شرقي الموصل، مركز نينوى.
وكان النفق مخصصا من قبل تنظيم "داعش" لتعليم الأطفال على الشريعة الإسلامية، والقتال ومنها الرماية بالأسلحة (المسدسات والرشاشات)، والرسم الذي يمجد ويدون بطولات بحبر على ورق يرضي خيال خلافته المزعومة القائمة على القتل والخراب.
ويفضح أحد الرسومات، ملاحظة الطفل لدور التحالف الدولي ضد الإرهاب وتحليق مروحياته بشكل واضح في سماء نينوى ومركزها الموصل، حتى أنه رسم اثنتين منهما واحدة قريبة والأخرى بعيدة، على جانبي جامع كبير يتوسطه شعار وعلم التنظيم الإرهابي.
والرسم الآخر، عن قتال بين تنظيم "داعش"، وحزب العمال الكردستاني (PKK) وفيه دبابة لمقاتلي الحزب داخلها مقاتل يطلق النار.
ويصفه الطفل بالمرتد، إذ يقصف المسلمين، ويحدد إصابته بغير الصحيحة، وهناك أيضا أثنان من عناصر تنظيم "داعش" بلثام، يردان من سلاح رشاش فوق سيارة بيك أب، على المقاتل الكردستاني.
ورسم لمصفحة لتنظيم "داعش" مكتسحة بالسواد، وغيرها لعنصر فوق سيارة يطلق النار عشوائيا ً، وصفحتان الأولى لخطوط بيانية خاصة بمادة الرياضيات تتخللهما أسلحة رشاشة بدينة أقرب بشكلها إلى الطائرات الحربية بلا أذرع، والثانية لدعاء يرجو فيه الطفل العلم من الرب.
وحرم الأطفال في نينوى التي تشهد عمليات عسكرية واسعة لتحريرها، من التعليم والذهاب إلى مقاعد الدراسة، ولازموا بيوتهم لأكثر من عامين بسبب المنهج الذي غيره تنظيم "داعش"، وبث آخر مشبع بالعنف والتطرف على أقراص مدمجة، منذ استيلائه على المحافظة ومركزها الموصل في منتصف عام 2014.
وبزوال تنظيم "داعش" من مناطق نينوى والساحل الأيسر لمركزها الموصل، بتقدم القوات العراقية في معركة انطلقت يوم 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عاد الأطفال لمدارسهم ودروسهم التي فارقوها لأعوام أخرت انتقالهم إلى مراحل أعلى.