وتعليقاً على المشاركة، قال العقيد عمرو ناصف، الخبير العسكري والاستراتيجي إنه "لو عدنا قليلاً للوراء، وقبل أقل من عام، حيث المؤتمر الاقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ، الذي انطلقت منه دعوة الرئيس السيسي لعمل قوة عسكرية عربية مشتركة، كمجلس دفاع عربي، وتجميع قدرات الدول العربية، لتكون جميعاً قوة ردع لأي تهديدات تمس الدول المشاركة في تلك القوة، لأن التفرق الجاري الآن بين القوى العربية يحيي الأطماع الخارجية، وقد يدفع بعض الدول العربية للإستعانة بدول خارجية للحماية أو المساعدة".
وأضاف ناصف، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، "إن بعض العقبات صادفت دعوة السيسي، وبعد مرور عام كامل على تلك الدعوة، ثبت للجميع عمقها، ونحن نشاهد اليوم أن كل دولة من الدول العربية أصبحت مطمع لدولة ما، كل حسب ما يتمتع به، سواء من حيث الموقع الجغرافي أو مدى تحكمه في ممرات استراتيجية عالمية أويمتلك مخزون من الثروات".
وأوضح ناصف أن زيارة اليوم هي نوع من التفعيل لمبادرة "القوة العربية المشتركة"، لأن اشتراك دولة بحجم مصر وجيشها وثقلها الاستراتيجي في اجتماع رؤساء أركان دول مجلس التعاون الخليجي، يعني أن مجلس التعاون أدرك عمق المبادرة التي أطلقت من شرم الشيخ، كما أن مكان عقد المؤتمر له دلالات كبيرة، لأن المؤتمر يعقد في دولة مستقرة وتلتزم بالحياد الإيجابي مع كل الدول العربية ودول الجوار، ومشاكلها قليلة، ولم تدخل مع أي دولة في مهاترات من أي نوع.
وأشار ناصف، إلى أن البيان الختامي الذي سيصدر عن المؤتمر سيكون له قوة كبيرة، لأنه سيصدر في دولة فيها استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي، والمجتمع الدولي ينظر للمكان الذي تعقد فيه الفعاليات الإستراتيجية قبل أن يقرأ النتائج والتوصيات والبيانات الختامية، فالتوصيات تستمد قوتها من قوة المكان الذي صدرت فيه، ومشاركة الفريق حجازي في هذا المؤتمر هو وضع لخبرة مصر العسكرية الحقيقية التي تجري على الأرض منذ 5 سنوات، معلوماتياً عن طريق أجهزة المخابرات، لإحباط كل المخططات المحيطة بنا، مضيفاً أن مصر تحارب الإرهاب فعلياً على الأرض، وقام الجيش بمشاركات خارجية خفيفة مثل الطلعات الجوية في ليبيا، فالجيش المصري يمتلك اليوم ثقلاً بين الدول العربية والأفريقية، كما يحتل المركز الثاني عشر بين جيوش العالم وفقاً لأخر التقديرات الدولية.
وأكد ناصف، أنه لا يوجد شيء مختلف على الأرض بين مصر والدول الخليجية سوى موضوع سوريا، ولا يجب الحديث فيه الآن، فهو شأن داخلي سوري، ولازال لديهم رئيس جمهورية ومؤسسات قرار للشعب، وليس لنا أي دخل به، ومشاركة الفريق حجازي هو إحياء لفكرة سابقة ثبت جديتها وأصبح هناك ضرورة لوجودها، وهناك تغير دولي حادث سيلقي بجذوره على كل الدول العربية وما التصريحات السابقة للرئيس الأمريكي الجديد والتي قال فيها "أنه يريد حقه من الدول العربية"، سوى ترجمة لما ننتظره في المرحلة القادمة.
وقال ناصف في نهاية حديثه "إننا في النهاية ننتظر المردود الإيجابي لتلك الزيارة، وأتوقع أن يحمل البيان الختامي تفعيلاً لمجلس الدفاع العربي المشترك، وتبادلات في الاتجاهات العسكرية المعلوماتية والسلاح، وقد يفاجىء الجميع بالفعل وليس برد الفعل".