باريس — سبوتنيك
وقال فيون، في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية اليوم الأحد، إن "أوروبا يجب أن تكون قوية في وجه التوتاليتارية (السلطوية الشمولية) الإسلامية ويجب أن يتم تشكيل تحالف أوروبي دفاعي، بالتوازي مع حلف شمال الأطلسي (ناتو) ".
ولم يخف فرنسوا فيون رغبته بجعل أوروبا أكثر استقلالية لا تعتمد على الولايات المتحدة لحل مشاكلها، مؤكداً أن أوروبا ليست مضطرة لاتباع القواعد التي تفرضها الولايات المتحدة".
واستطرد موضحاً "انظروا إلى إيران مثلاً، أمريكا تعرقل عمل الشركات الأوروبية في إيران فيما هي تشجّع شركاتها للاستثمار في هذا البلد…لسنا مضطرين بعد اليوم لاتباع قواعد اللعبة التي تضعها أمريكا".
وقال فيون "خطاب الرئيس ترامب تجاه أوروبا عدائي جداً. لقد تمّ تحذير أوروبا لذلك يجب علينا أن نرصّ صفوفنا في وجه السياسة الأمريكية التي لن تقدّم لنا الهدايا".
وأردف قائلاً "لهذا السبب أدعو لمبادرة أوروبية جديدة. ما قاله ترامب لم يبدأ معه بل بدأ من قبل مع السياسة التي تتبعها أمريكا تجاهنا؛ سياسة سلاح الدولار".
ومن ناحية أخرى، دعا فيون، أوروبا إلى التصالح مع روسيا والتقرب منها، مقراً بأن أوروبا ارتكبت أخطاء بالضغط على روسيا.
وقال فيون، إن "روسيا بلد كبير جداً ولا يمكننا التعامل معها بِاستخفاف، هو بلد لا يتمتع بتقاليد ديمقراطية ويمتلك السلاح النووي. لذلك أمامنا خيارين: الأول هو التوصل لاتفاق مع روسيا والثاني هو المواجهة. لكن قولوا لي، من يريد أن يدخل في مواجهة مع روسيا؟".
وأردف قائلاً "من ناحية أخرى، يجب أن نخلق شراكة اقتصادية جديدة مع روسيا لذلك أقترح تنظيم مؤتمر بين روسيا وأوروبا لبحث الشروط الأمنية الجديدة في أوروبا".
وتابع فيون "روسيا تتحمل مسؤوليات كثيرة لكنها ليست الوحيدة التي تتحمل المسؤولية. وفي هذا الصدد أذكركم بالتصريحات اللامسؤولة التي أدلى بها البعض عندما اقترحوا ضم أوكرانيا وجورجيا لحلف شمال الأطلسي".
واستطرد المرشح للانتخابات الرئاسية الفرنسية في حديثه عن روسيا قائلاً "إذا اعتقدنا فعلاً بأنه يمكننا إخضاع الشعب الروسي من خلال فرض عقوبات اقتصادية عليه، فعندها سنكون فعلا سذج. يجب أن نعيد صياغة علاقتنا مع روسيا وهذا يمرّ أولاً من خلال حل الأزمة في أوكرانيا، يجب على كييف وموسكو أن تحترما اتفاقات مينسك".
ورأى فيون، أن جزءً كبيرا من النخب الأوروبية لم تستوعب بعد حقيقة، أن تدخل روسيا في سوريا منع تنظيم "داعش" الإرهابي من السيطرة على السلطة في دمشق".
واعتبر أن "جعل مسألة رحيل الرئيس السوري بشار عن السلطة شرطاً مسبقاً كان خطأ تقديرياً ثقيلاً جعل الأوروبيين خارج اللعبة في سوريا".
يشار إلى أن فيون سيقوم غداً بزيارة إلى ألمانيا يلتقي خلالها المستشارة أنغيلا ميركل.