وذكرت وسائل إعلام، نقلاً عن مصدر في "قوات سورية الديمقراطية"، بأن الولايات المتحدة نشرت 800 جندي في القاعدة. وسيكون الهدف من هذا توفير المساعدة الأميركية لقوات سوريا الديمقراطية المشاركة في عملية تحرير الرقة ودير الزور.
ونقلت "سبوتنيك" التركية تصريحات لعدد من السوريين شرحوا فيها الأسباب الحقيقية لزرع تلك الوحدة العسكرية الأميركية في المنطقة.
إلهان أحمد، رئيس مجلس قوات سوريا الديمقراطية، قام مؤخراً بزيارة إلى الولايات المتحدة. وبعد هذه الزيارة فوراً باشرت الأخيرة إنشاء قاعدة عسكرية في منطقة تل بدر، وبالفعل فقد وصل جنود أمريكيين إلى القرية وباشروا بأعمال البناء الأساسية ولا يزال العمل فيها مستمرا حتى اللحظة. وقد ضمت قرية تل بدر في الماضي قوات الحماية الذاتية الكردية.
وبالتالي، فإن هذه القاعدة ستكون أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا، وفقا لتصريحه لـ"سبوتنيك". في الوقت الذي أعلن فيه ممثل قوات سوريا الديمقراطية للشؤون الخارجية عبد العزيز يونس أيضا لـ"سبوتنيك" أن العسكريين الأميركيين متواجدين حالياً في تل بدر.
وكما هو معروف، فإن الجيش الأمريكي موجود في أجزاء كثيرة من "كردستان" السورية، واليوم ينتشرون في قرية تل بدر.
واعتبرت أويا أكغونيس النائبة السابقة في البرلمان التركي، أن الوضع يبعث على القلق لأن أكراد حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يعتبر أيضاً قاعدة "قوات سوريا الديمقراطية" أعلنوا، في وقت سابق، بأنهم غير معنيين أو سيتاجهلون أي قرارات تخرج عن اجتماعات أستانا بين الحكومة السورية والفصائل المعارضة المسلحة، وهو الأمر الذي قد ينتج عنه مفاجآت غير سارة، بحسب النائبة التركية، التي اعتبرت أن "رسالة من هذا النوع تعتبر رسالة خطيرة للغاية".
وقالت النائبة: تقوم الولايات المتحدة على وجه الخصوص بتسليح السوريين الأكراد، كما لو أنها تقوم بتعيين حلفاء لها في النزاع وهذا الإجراء يحتمل في طياته العديد من الأهداف.
وأضافت: بالدرجة الأولى فإن هذا التحالف يسمح للأميركيين القيام بحروبها غير المباشرة في كل من سوريا والعراق بمساعدة الأكراد، وثانياً فإن هذا يساعد على ضمان أمن إسرائيل لأنه ومن وجهة نظر الأميركيين، فإن أمن إسرائيل لا يتحقق إلا من خلال خلق منطقة كردية موحدة ومستقلة.
وهو الأمر الذي سيسمح لإسرائيل باستخدام هذه المنطقة الكردية كحاجز متقدم لصد الهجمات المحتملة القادمة من إيران. ومن جهة أخرى ستكون الورقة الكردية بمثابة الورقة الدائمة في متناول اليد لاستخدامها عندما تستشعر إسرائيل أي هجوم أو تهديد محتمل من جهة العرب، على حد تعبير النائبة.
وتعتقد النائبة التركية أنه ينبغي على الولايات المتحدة اتخاذ خط سياسي أكثر توازناً في منطقة الشرق الأوسط لأنها "لا ينبغي عليها بشكل دائم التفكير بحماية إسرائيل وإنشاء (إقليم كردستان) بناءً على رغبة من رغبات تل أبيب"، لأن هذا يترتب عليه إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط بشكل مختلف.
وختمت النائبة بالقول: على الدول الموجودة، في، أو بالقرب من المنطقة، العمل على تقويض هذه المغامرة الأميركية. وبررت ذلك في أنها ترى في تأسيس قاعدة عسكرية أميركية في سوريا ليس خطوة نحو السلام وإنما هي خطوة نحو الحرب.