لترشح بعدها عدة تصريحات خرجت من النائبة الديمقراطية، تولسي غابارد، العضوة في مجلس النواب الأمريكي عن ولاية هاواي، التي أفصحت عن زيارتها للرئيس السوري بشار الأسد، الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام بشكل "خجول"، على اعتبار أنه يشكل صدمة في الأوساط المعادية لدمشق، خاصة أن الزيارة تأتي عقب تسلم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لمناصب الحكم بشكل رسمي، ولكن ما تفاصيل هذه الزيارة وما هو فحواها.
أفاد موقع "الحدث نيوز" بأن الزيارة التي أتت ضمن وفد ضم حولي 130 شخصية، من بينهم 3 وزراء سابقين ونواب، اعتبرها مصدر دبلوماسي سوري بأنها "فاتحة خير" بالنسبة للعلاقات السورية الأمريكية وإن كان هذا الكلام حاليا يقتصر على الأمور غير الرسمية، إلا أنه يحمل في طياته العديد من رسائل الانفتاح على دمشق، خاصة فيما يتعلق ببرنامج الرئيس الأمريكي، الذي اعتبر أن محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي هي ضمن سلم أولوياته في سوريا، ولم يستبعد التنسيق مع بشار الأسد للقضاء على التنظيم.
وأضاف الموقع، أنه في مستهل الزيارة، التي التقى فيها الوفد عدد من المسؤولين السوريين، لم تخف النائبة الأمريكية، التي تحدثت بشكل صريح ودون تردد أن العلاقات الأمريكية السورية في ظل الإدارة الجديدة ستشهد مفاجأة بالنسبة للجميع، قائلة "إن الأمور ستشهد انفراجا غير متوقعا في العلاقات على جميع الأصعدة"، إلا أنها في نفس الوقت لم تخف حقيقية أن الأمور ترتبط بشكل كبير بالعلاقات الروسية الأمريكية.
"نحن أمام 3 خيارات في سوريا"، بهذه الكلمات وصفت المسؤولة الأمريكية، خيارات الحل في البلاد، التي تشهد حربا طاحنة تشارف على دخول عامها السادس، شارحة تفاصيل هذه الخيارات أمام عدد من المسؤولين السوريين بالقول إن "الخيار الأول متعلق باستمرار الحرب بلا نهاية دون انتصار أي طرف على آخر، وهذا الأمر سيء بالنسبة للجميع ومستعبد بالنسبة للإدارة الأمريكية"، أما الخيار الثاني يتلخص بانتصار "المعارضة" التي لم نر اعتدالها خلال الزيارة، وكل ما رأيناه هو مجموعة من الراديكاليين الإسلاميين المتشددين، الأمر الذي يرفضه الرئيس ترامب أو حتى يرفض التعامل معهم، فيما يتمثل بالخيار الثالث، فهو الأنسب باستمرار الرئيس الأسد في حكم البلاد على اعتباره أنه الطرف الأفضل الممسك لزمام الأمور في البلاد، ولكن مع بعض التحفظات على شكل الحكم، وفقا للـ"حدث نيوز".
وأشار الموقع إلى أن المسؤولة الأمريكية، التي تعد من أشد المعارضين لتغيير الحكومة في سوريا بالقوة، وسبق أن قدمت اقتراح قانون لإنهاء المساعدة العسكرية للفصائل المعارضة للأسد والمرتبطة بتنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيين، كشفت بشكل غير مباشر عن وجود خطة أمريكية سيكون لها ارتدادها على الساحة السياسية المحلية والعالمية متمثلة بعملية "إرهابية" شبيهة بأحداث 11 أيلول كي تفسح المجال أمام الرئيس ترامب للقضاء على معقل تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة الرقة، في محاولة منه لتحقيق انتصار مهم بالنسبة لواشنطن في مستهل حكمه شبيه بما حصل أيام الرئيس السابق باراك أوباما فيما يتعلق بالقضاء على رئيس تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، الأمر الذي يفسح المجال أمام ترامب للقضاء على الإرهاب وهو ما قد يحصل خلال الأشهر القادمة.
ونوه الموقع، أنه بالعودة للمصدر الدبلوماسي وفي تعليقه على كلام غابارد فيما سبق، أكد أن مدينة الرقة، هي ورقة سياسية تحظى بأهمية كبيرة بالنسبة للعالم أجمع فهي معقل "داعش" الأول، ولكن في نفس الوقت هي المدينة الأسهل من حيث حسمها عسكريا خاصة فيما يتعلق بطبيعتها الجغرافية فهي لا تحتوي على أنفاق، وليس فيها أبنية شاهقة، الأمر الذي يسهل عمل أي قوة عسكرية ستتقدم باتجاهها، وهذا ما يفسر إبقائها حاليا بعيدة عن أي عمل عسكري، فهي ورقة رابحة سياسيا، سوف تستغل في الأيام القادمة دون أدنى شك.