وقد سبق أن أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الأسبوع الماضي، أنه لم يتراجع عن وعود بشأن العراق التي كان قد أطلقها خلال حملته الانتخابية. وقال إن الإدارة الأمريكية أنفقت أكثر من ستة تريليونات دولار على منطقة الشرق الأوسط، وبدون أي نتائج تذكر.
برنامج "الحقيقة" الذي يبث على أثير راديو "سبوتنيك" بحث الموضوع مع الدكتور واثق الهاشمي رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، حيث قال الهاشمي في معرض حديثه "إن تصريحات ترامب هي امتداد لحملته الانتخابية، وبدأ يجسد هذه التصريحات من خلال فريق عمله والذي جله من رجال العسكر والاقتصاد وهم جميعهم من الصقور. إن تصريحات ترامب تبنى على أساس التصعيد، وإذا كان ترامب يتهم العراق بأنه ارتمى في أحضان إيران، فأعتقد أن الأمر تتحمله الولايات المتحدة الأمريكية، حيث هي من احتلت العراق وحلت الجيش ومؤسسات الدولة العراقية وهي من سمحت لإيران بالتوغل، وبالتالي على ترامب محاسبة القيادات الأمريكية بدءا بالرئيس بوش مرورا بأوباما. لذلك أنا أعتقد أن هذا الأمر غير معقول، والرجل بتصريحاته يتخبط ويحاول أن يصعد في المنطقة مع دول متعددة، حيث سياسته غير واضحة حتى بالنسبة للعراق الذي يعد حليفا استراتيجيا مهما للولايات المتحدة، وهناك اتفاق إطار استراتيجي بين البلدين، لكن يبدو أن الرئيس الأمريكي يفتقد إلى الخلفية السياسية وكل رسائله غير مطمئنة، وهذا يعتبر أن العالم يتجه إلى موضوع التصعيد وانتهاء فترة السلام".
وأضاف الهاشمي "العراق بلد مستقل وله نظام ديمقراطي وحكومة منتخبة ولها علاقات جيدة مع أكثر الدول ومن ضمنها إيران، وبالتالي هذا نتاج سياسة أمريكية سمحت بأن يكون العراق ضعيف عندما فككت جيشه ، وبالتالي العراق لا يخضع لأهواء اي رئيس ينتخب في الولايات المتحدة، والمعروف أن لدى الولايات المتحدة سياسية إستراتيجية ثابتة، لكن يبدو أن ترامب سيحطم ذلك كما حطم غورباتشوف الاتحاد السوفيتي وربما سيعمل الرئيس الأمريكي الجديد على هذا الأمر وما نشاهده اليوم من مجتمع أمريكي منقسم، وهذا يعني أن الرسائل غير مطمئنة حتى في الداخل الأمريكي"
وعن معنى هذه التصريحات التي أطلقها الرئيس الأمريكي وفيما إذا كانت بمثابة رسائل "تطمين" لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يقول الهاشمي "كذلك الرسائل الأمريكية غير مطمئنة لدول الخليج عندما يهدد الرئيس الأمريكي السعودية بأخذ نصف نفطها ويطلب منها تحقيق المناطق الآمنة. واعتقد وفق الاستقراءات، اليوم، لدى ترامب حليفان مهمان جديدان هما مصر وإسرائيل، ومن ثم الأردن والإمارات، أما السعودية ودول أخرى فهي لا تقع في اهتمامات ترامب.
العراق رفع من أجندة الاهتمامات الأمريكية في الدورة الثانية من إدارة الرئيس أوباما، ويبدو أن هذا الأمر أيضا حاضرا في سياسية ترامب، فهو لديه اهتمامات أخرى، ويحسب الأمور بحسابات رجل التجارة والاقتصاد".
وفي خضم هذه التصريحات يبقى الموقف العراقي غير واضح من سياسة ترامب الجديدة، وفي هذا يقول الهاشمي "سوف لن يكون هناك موقف وطني موحد يجمع الساسة العراقيين عليه في مواجهة ترامب، فالكتل السياسة كل منها يحاول الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية لغرض عرض وجهة نظرها كما حدث في السابق مع بوش وأوباما".