جاء في بيان لمكتب رئيس مجلس الوزراء أن "حيدر العبادي ترأس اجتماع المجلس الوزاري للأمن الوطني وتم مناقشة العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية في ضوء القرارات الأخيرة وتأثيرها على العلاقات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والثقافية ضمن اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين البلدين".
وقد تداولت أنباء عن رفض الرئيس الأمريكي ترامب استقبال رئيس الوزراء العراقي، إلا أن السفارة الأمريكية في بغداد أعلنت، يوم الأحد 5 فبراير/شباط ، أن ما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية عن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استقبال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هو عار عن الصحة.
عن هذا الموضوع، قال الدكتور خالد عبد الإله، أستاذ العلوم السياسية في جامعة "بغداد" في حديثه إلى برنامج "الحقيقة" الذي يبث على أثير إذاعة "سبوتنيك" "أعتقد أن السيد العبادي في اجتماعه بمجلس الأمن الوطني سيتخذ تدابير لازمة لنوع من المحددات التي من خلالها يمكن أن تنطلق بها الحكومة للتعامل والتعاطي مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد صدور قرار ترامب القاضي تضمين العراق من الدول الممنوعة من السفر إلى الولايات المتحدة، وأعتقد أن هذا الاجتماع جاء بضغط من السلطة التشريعية في البرلمان العراقي والتي أصدرت قرارا ملزما للحكومة في إطار التعامل بالمثل مع الولايات المتحدة والذي يشمل أيضا مراجعة اتفاق الإطار الاستراتيجي على المستوى الأمني والعسكري وحتى على المستوى السياسي والاقتصادي مع الولايات المتحدة".
وعن حاجة العراق إلى الدعم الأمريكي في حربه ضد الإرهاب وتأثير ذلك على موقف العراق من القرار الرئاسي الأمريكي قال عبد الإله " أتوقع أن يكون هناك نوع من التعاطي والتعامل بسياسة كبيرة جدا في إطار المحددات التي يخوضها العراق في محاربة الإرهاب وسيكون هناك نوع من الترتيبات الجديدة التي سوف يتم إرسالها عبر رسائل رسمية سواء عبر القناة الدبلوماسية أو عبر رسائل شخصية بين رئيس الوزراء العراقي والرئيس الأمريكي، لاسيما اننا اليوم نتحدث عن تحالف دولي وضربات جوية ودعم قطعاتنا العسكرية على مستوى التسليح والتدريب، واتوقع أن يتضرر هذا الجانب إذا لم يكن هناك تراجع كبير جدا من قبل الولايات المتحدة في قرارها بشأن منع العراقيين من السفر للولايات المتحدة".
أما كيف ستنظر الولايات المتحدة إلى العراق في المرحلة القادمة، يقول عبد الإله" ليست لدى الولايات المتحدة الأمريكية لحد الآن رؤية واضحة في التعامل مع العراق، على الرغم من أن ترامب عبر عن خطأ الولايات المتحدة في الانسحاب من العراق، وقال كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى السيطرة على النفط العراقي لكي لا يكون هناك تمدد من بعض الدول الإقليمية ويقصد بها إيران. أعتقد يوجد نوع من التشنجات كما أن العراق لم يستطع إرسال وفود تستطيع أن تبحث مع ترامب قبل استلامه للسلطة آليات ومحددات وطبيعة العلاقات وأوليات المصلحة بين بغداد وواشنطن، مع أن ترامب قد تحدث أنه سوف ينتهج سياسة مخالفة لسياسة سلفه أوباما، ودعا البنتاجون إلى إعداد خطة للقضاء على تنظيم "داعش" خلال ثلاثين يوما. كما أن هناك نوع من الارباك في العلاقة بين العراق وواشنطن، فالمتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض تحدث من أن قائمة الدول السبع المشمولة بالمنع جاءت من قبل إدارة الرئيس السابق أوباما، على الرغم من قيام ترامب بإلغاء بعض قرارات أوباما كإلغاء قرار الضمان الصحي أوباما-كير".
وأضاف عبد الإله "قد تتضمن المرحلة المقبلة سياسات غير متوافقة بشكل كبير جدا مع بغداد، لاسيما أن الجمهوريين انتقدوا بشدة سياسة أوباما بعدم تعامله وتعاطيه مع الحكومات العراقية المتعاقبة بشكل يعكس المصلحة الأمريكية ويحقق ثوابت للسياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا العراق، قد يحاول ترامب تصحيح الخلل السياسي من خلال إخراج عقد سياسي جديد يضرب كل المصالح الغير متشابكة".