كتبت الصحف "إن مسيرة الراحل تشوركين حافلة، تميز خلالها كخطيب بارع طالما عبر بقوة وصدق عن مواقف بلاده من أرفع منصة أممية "مجلس الأمن الدولي"، وسيتذكّره الشعب العربي السوري كسياسي محنك فنّد خلال الأزمة في سورية البروباغندا المعادية للدولة السورية، وأحبط، باستخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن 5 مرّات، وباسم بلاده، مشاريع قرارات غربية، مدعومة من الرجعية العربية، تهدف إلى التدخل في الشأن السوري.
وللدبلوماسي الفذ تشوركين عبارات شهيرة، أبرزها: في سجال كلامي حاد مع مندوبة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور عندما تمادت في مهاجمتها روسيا حيث طرحت السؤال التالي: "ما هي الرسالة التي يجب إرسالها لكي تنصت إلى الولايات المتحدة"؟!، نصحها تشوركين وبصوت حاد بأن ترسل الرسالة إلى واشنطن تطلب فيها كبح طموحاتها الجيوسياسية، وقال: وعند ذلك سيتنفس الصعداء ليس فقط جيران روسيا بل والعديد من البلدان الأخرى في جميع أنحاء العالم".
وخلال إحدى الجلسات في مجلس الأمن الدولي وجّه نائب السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين التهم ضد روسيا وزعم بأن قواتها تقصف السكان المدنيين في سورية، فردّ عليه تشوركين بالقول "إذا كنا بحاجة إلى مواعظ، سنذهب إلى الكنيسة، وإذا أردنا أن نسمع الشعر، فسنذهب إلى المسرح. أما من موظفي الأمم المتحدة، ولا سيما قادة الأمانة العامة للأمم المتحدة، وعندما تتمّ دعوتهم لحضور اجتماع مجلس الأمن الدولي، فنحن ننتظر تحليلاً موضوعياً لما يجري. من الواضح أنك فشلت في ذلك".
وكانت وزارة الخارجية الروسية أعلنت وفاة الدبلوماسي البارز تشوركين، وعبّرت عن تعازيها لأسرة تشوركين الذي توفي قبل إتمام عامه الخامس والستين، فيما أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه بوفاة تشوركين لأقاربه وأصدقائه وأيضاً لموظفي وزارة الخارجية الروسية، وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: "إن الرئيس بوتين تلقى ببالغ الأسى نبأ وفاة تشوركين"، مضيفاً: "إن بوتين ثمّن عالياً مهنية ومهارة تشوركين الدبلوماسية".
يذكر أن الدبلوماسي الروسي الراحل، والذي يتقن اللغتين الإنجليزية والفرنسية، ولد في 21 شباط عام 1952 في موسكو، وتخرّج في سبعينيات القرن الماضي من جامعة العلاقات الدولية في الاتحاد السوفييتي.
وفي الفترة بين 1994-1998 عيّن سفيراً فوق العادة للاتحاد الروسي لدى مملكة بلجيكا وممثل روسيا الدائم لدى منظمة حلف شمال الأطلسي. وفي الفترة 1998-2003 عيّن سفيراً مفوضاً فوق العادة لروسيا في كندا. وفي حزيران 2003 إلى نيسان 2006 شغل مناصب عدة في وزارة الخارجية الروسية.
ومنذ نيسان 2006 عيّن ممثلاً دائماً لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة، وممثلها لدى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، واستمر في منصبه إلى أن وافته المنية.