وذكرت مجلة "فوكاس" الإيطالية أن داخل كل نوع من الثديات العلاقة عكسية بين طول القامة وزيادة متوسط العمر، بمعنى أنه كلما زادت طول قامة الفرد داخل فصيلته ليس في صالح زيادة عمره، وأوضحوا أن السر في ذلك يرجع إلى طبيعة عملية الأيض لدى طوال القامة.
وتعتبر النساء الطويلات أكثر عرضة للإصابة بالأورام السرطانية في فترة ما بعد انقطاع الطمث، كما أن لديهم فرص أكبر للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية، وأرجع الباحثون سبب العلاقة العكسية بين طول القامة وقصر متوسط العمر إلى سببين، أولهما يتعلق بعملية الأيض وتوزيع السعرات الحرارية والثاني يرجع إلى العوامل الوراثية.
ودرس الباحثون علاقة توزيع إمداد خلايا الجسم بالسعرات الحرارية اللازمة وطول العمر لدى الفئران والديدان والكلاب والقرود وكذلك الإنسان، فعند تقليل كميات الطعام التي يتناولها الطفل في مراحله المبكرة يقل معدل زيادة طول قامته بالنسبة إلى أقرانه، لذا يمكن اعتبار متوسط طول شعب معين مؤشرًا هامًا على كمية السعرات الحرارية التي يحصل عليها أبنائه في مرحلة الطفولة المبكرة.
يرجع السبب الوراثي للعلاقة بين الطول وانخفاض متوسط العمر إلى أن هناك جينات مسؤولة عن طول القامة مثل الجين المعروف باسم " FOXO3" تخضع إلى تغيرات تؤثر على خفض متوسط العمر، إذ أنها تنشط عمل خلايا جذعية متحكمة في آلية موت الخلايا التي تنظم تأثير الأنسولين في الجسم وعوامل النمو، وجميعها عوامل تساعد على التعجيل بالوفاة في النهاية.