بالعودة لـ"مولد الانتخابات" أود قبل أي شيء التركيز على احتياجنا، ربما أكثر من أي وقت مضى، لأداء نقابي يفكر ويتصرف "خارج الصندوق"…ينطلق من هدف واحد هو الارتقاء بالمهنة وتوفير المناخ اللائق لمواجهة التحديات الكبرى التي تحاصرنا من كل صوب وحدب…وأن يضع نصب عينيه ضرورة توفير حياة كريمة ومستقبل آمن لأعضاء الجمعية العمومية، وهذا بالمناسبة ليس بدعة وإنما هو صلب العمل النقابي.
كل ما سلف يدفعنا بالضرورة إلى تحري منتهى الدقة في اختيارنا لمن يمثلنا.. فلا تكفي معايير الصداقة والشللية والمحسوبية لكي نمنح صوتنا لهذا المرشح أو ذاك، خصوصاً أن مسألة الترشح زادت بصورة خطيرة هذه الدورة، حتى بلغ عدد المرشحين نحو 88 على 6 مقاعد عضوية ومقعد النقيب، وإنما يجب أن نعطي صوتنا لمن يستحقه فعلاً لا قولاً.. فما أحوجنا إلى مجلس "بجد" يعبر عن الجمعية العمومية التي هي بمثابة الإرادة الحقيقية لجموع الصحفيين حتى تسترد نقابتنا كرامتها الجريحة وحقوقها المسلوبة.
نعم نحتاج مجلس نقابة صحفيين يعبر عن أحلام وطموحات ويدافع عن حقوق 10 آلاف صحفي.. يشعر بآلام الصحفيين ولا يعمل على زيادتها.. نحتاج مجلس نقابة يرفع شعار "الصحفيين فوق الجميع" بعيداً عن أي أيديولوجيات أو توجهات أو مصالح شخصية أو فردية، ومن هنا مالت الكفة نحو عبد المحسن سلامة.
"سلامة" يؤكد أنه حريص على وحدة الصحفيين والجماعة الصحفية، وأنه لم يقم من قبل ولن يسهم مستقبلا فى أى عمل يفتت من هذه الوحدة، وهو ما تحتاج إليه الأسرة الصحفية، التي عانت بما يكفي طوال الفترة الماضية وأصبحت أوضاع الصحفيين يندي لها الجبين.. ويكفي أن نعلم أن هناك أكثر من 1200 صحفي مشرداً بلا أي مصدر رزق بعد غلق صحفهم أو بقرارات متعسفة من مجالس إدارة تلك المؤسسات التي تعتبر المهنة المقدسة مجرد "سبوبة"، فيطرد الصحفي من جريدته ويحرم من الحصول على أي مستحقات لينضم إلى طابور العاطلين أو اللاجئين الذين ينتظرون معونة يتعطف بها عليهم المجلس الأعلى للصحافة، هذا إن رق قلبه لأوضاعهم أو حتى استمع لشكواهم من الأساس.
يخوض "سلامة" المعركة الانتخابية واضعًا برنامجًا انتخابيًا يقوم على الجدية وقابلية التنفيذ على أرض الواقع بكل محاوره ودون أن يطلق أية وعود غير قابلة للتحقيق".. فهو حريص على التركيز الكامل لتنفيذ هذا البرنامج لخدمة جموع الصحفيين ودون الالتفات لأية مهاترات أو شائعات تستهدف التعطيل والتشويش.
(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)