دمشق-سبوتنيك.
وفي مقابلة مع "سبوتنيك"، قال الغربي إن التحدي الأول أمام الدولة كان الاستمرار في توفير الخبز للمواطنين، أما الثاني فكان توفير المواد الاستهلاكية الضرورية، بينما كان ضبط حركة البيع والشراء في الأسواق هو التحدي الثالث، ثم تطوير عمل إدارات ومؤسسات الوزارات، وأخيراً النهوض بمؤسسات الدولة لتكون قادرة على مواجهة الأزمات.
وذكر أن التحدي الأول "والأكبر للدولة هو العمل على الاستمرار بتوفير رغيف الخبز للمواطنين، لأننا شعب يعتمد في غذائه وضمن مائدته بالدرجة الأولى على الخبز، ومستلزمات إنتاجه من قمح وطحين وخمير وملح وماء ومواد نفطية، لزوم استمرار عمل المخابز خلال فترة انقطاع الكهرباء".
وأضاف "بعد ست سنوات من الحرب، دفعت الدولة 18 مليار ليرة سورية لتحسين جودة الخبز دون أي زيادة لسعره، يوميا ننتج حوالي 4 ملايين ربطة خبز وزن الربطة 1350 غراما، بسعر 50 ليرة (الدولار الأميركي = 544 ليرة) علماً بأن تكلفتها على الدولة ما بين 300 إلى 350 ليرة سورية حسب سعر شراء القمح. كدولة كان لدينا احتياطي من القمح يكفي 5 سنوات والآن نستورد القمح من روسيا، حاجة سوريا السنوية حوالي مليوني طن قمح نستوردها من روسيا وندفع ثمنها كاملا ونقديا".
وتابع بأنه "كان هناك منحة روسية قيمتها 100 ألف طن حصلنا منها فقط على 17 ألفاً، بهذا السياق أشير إلى أن هناك تعاوناً مع الأصدقاء الروس لتأمين مادة القمح لزوم حاجة القطر وترميم وإصلاح وبناء العديد من صوامع الحبوب والمطاحن ومنها شركة سوفو كريم الروسية".
وانتقل الغربي إلى "التحدي الثاني الذي كان الاستمرار بتوفير احتياجات المواطنين من المواد الغذائية والاستهلاكية الضرورية كالسكر والشاي والأرز والمعلبات والبرغل والحمص وغيرها، وخلال ست سنوات كانت مختلف المواد والسلع متواجدة بالأسواق بكثرة وبمواصفات ونوعية جيدة".
وأضاف أن "التحدي الثالث كان العمل على ضبط حركة البيع والشراء في الأسواق، وإيجاد آليات لمنع الغش والاحتكار للحد من ارتفاع الأسعار، من خلال مؤسسات التدخل الإيجابي والتي باتت تحمل الآن اسم المؤسسة السورية للتجارة".
وأكد أن "التحدي الرابع كان العمل على تطوير عمل إدارات ومؤسسات وشركات الوزارة وإيجاد آليات جديدة لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين ولأصحاب الفعاليات الاقتصادية والتجارية، ليمارسوا نشاطهم التجاري والصناعي والزراعي بدون انقطاع في تجسيد واضح لإرادة التحدي والعمل والعطاء ولمواجهة آلة الخراب والدمار والقتل التي تمارسها العصابات الإرهابية".
وتابع الغربي أن "من أبرز هذه الآليات منح العلامات التجارية لأصحاب الفعاليات الاقتصادية والتجارية بأقصر مدة زمنية، وتقديم التسهيلات لمن يرغب بتأسيس شركة تجارية وغيرها من الأنشطة التي تعكس كما قلت مقومات الصمود والتحدي".
وانتقل إلى "التحدي الخامس الذي تمثل بالنهوض بعمل مؤسسات الدولة وخاصة المؤسسة السورية للتجارة، لتكون تاجر الدولة في الأسواق وذراعها القوي في مواجهة الأزمات".
وأكد أن الحكومة تعمل على "تأمين جميع متطلبات واحتياجات المواطنين الأساسية وغير الأساسية، من خلال عقود وصفقات تجارية مع الأصدقاء الروس والإيرانيين والصينيين ومن دول البريكس أو من خلال تجار سوريين تربطهم علاقات جيدة مع زملاء لهم من التجار في العديد من الدول".
ونوّه إلى أن الدولة قادرة على توفير المستلزمات للمواطن السورية، ولكن "المشكلة كانت في تذبذب سعر صرف الليرة السورية الذي أثر على ارتفاع الأسعار".
وقبل الأزمة في 2011، استقر سعر صرف الليرة السورية متراوحاً ما بين 48 إلى 52 ليرة سورية مقابل الدولار، ولكن مع اندلاع الحرب تراجع سعر الليرة وسجلت اليوم الثلاثاء 544 ليرة مقابل الدولار.
وتابع الغربي "الأمن الغذائي مؤمن، مستودعاتنا مليئة بما نحتاج إليه ولشهور طويلة، لدينا قمح يكفي لمدة 6 أشهر، وسنضيف إليه كمية تكفي ستة أشهر أخرى، كما أن المواد التموينية متوفرة ولأكثر من سنة".
ويخوض الجيش السوري منذ قرابة ست سنوات، قتالاً مريراً ضد العديد من المجموعات المسلحة المتطرفة ذات الولاءات المختلفة، أبرزها تنظيم" داعش" و"جبهة النصرة" (تنظيمان إرهابيان محظوران في روسيا وعدد من الدول).
وتعاني سوريا منذ قرابة ست سنوات، حرباً أهلية، بدأت بمسيرات سلمية وما لبثت أن تحولت إلى نزاع مسلح بين العديد من التنظيمات المسلحة المعارضة والجيش السوري، وهو ما أدى وفق آخر إحصائيات من الأمم المتحدة إلى سقوط أكثر من 300 ألف ضحية، وتشريد وتهجير ملايين السوريين داخلياً وإلى الدول المجاورة وأوروبا.
وعلى جانب آخر، تناول الوزير السوري العلاقات بين روسيا وسوريا، وكشف أن هناك مساعٍ لتأسيس شركة سورية روسية، لتصدير المنتجات الزراعية السورية، واستيراد الزيت والزبد والسمن وغير ذلك من روسيا.
وأضاف "نحاول إيجاد آلية عمل وتقنية للكشف عن المنتجات الزراعية من خضار وفاكهة لتصديرها إلى روسيا، سنتعامل مع شركة روسية، علاقتنا مع الأشقاء الروس في مجال إعادة الإعمار ممتازة جداً، حالياً نبني الصوامع والطواحن بخبرات روسية وأيدٍ سورية، مثال مطحنة تلكلخ في ريف حمص الغربي، والتي تنتج 600 طن يومياً من الطحين، وصومعة عدرا بريف دمشق".
وتابع الغربي "وبدأنا الحديث عن إنشاء صومعة في طرطوس، وإصلاح صومعة اللاذقية، إضافة إلى توسيع المطاحن".
وأعرب الوزير عن أمله في أن "يصل التعاون الاقتصادي إلى ما وصل إليه الانسجام السياسي السوري الروسي والتعاون العسكري بين البلدين".