وأعلنت أنها تستوحي من حياة المناضلة جميلة بوحيرد وزميلتها زهرة ظريف والمحامي الفرنسي جاك فرجاس، وهو العمل الذي سيتم إنتاجه من قبل شركة "Marc Benoit Créancie" الفرنسية، ويبدأ تصويره مطلع 2018.
وقالت هدى بن يامينة، في ذات الحوار، بأن فيلمها سيحمل الجنسية الفرنسية، مؤكدة رفض السلطات الجزائرية الشراكة في أفلام تحاكي الثورة الجزائرية أو أحد رموزها بكاميرا مخرج فرنسي، وهو ما سيحول دون عرض العمل حتى في الجزائر التي تتشدد في هذا الموضوع.
ولم تقدم السينما الجزائرية أي فيلم عن المناضلة جميلة بوحيرد، ولم يتم ذكرها إلا في فيلم المخرج المصري يوسف شاهين "جميلة"، الذي أنتجته وقامت ببطولته الفنانة ماجدة عام 1958، وكتبه عبد الرحمن الشرقاوي وعلي الزرقاني ونجيب محفوظ، رغم إنتاج العديد من الأفلام السينمائية مؤخرا التي تتناول مسيرة الشخصيات التاريخية في الجزائر، وتأتي المخرجة المغربية هدى بن يامينة لتتناول مسار جميلة بوحيرد من منظور مخرجة مغربية.
وقالت المخرجة هدى بن يامينة صاحبة الكاميرا الذهبية لمهرجان كان 2016 عن فيلمها "إلهيات"، أن العمل سيسير وفق خط درامي تاريخي يروي قصة حب بين المناضلة جميلة وصحفي أمريكي مؤمن بقضيتها بعد دخولها إلى السجن، فيما لم يقع الاختيار بعد على الممثلة الرئيسية للعمل والتي تؤكد المخرجة بأنها تسعى أن تكون بطلتها جزائرية أو على الأقل من أصول جزائرية.
وهدى بن يامينة مخرجة فرنسية مغربية من مواليد 1980 بمدينة فريشاتيلون الفرنسية، حصلت على جائزة "الكاميرا الذهبية" من مهرجان كان السينمائي العام 2016 عن فيلمها الروائي الأول، وترشحت لجائزة "جلودن جلوب" عن نفس الفيلم كأفضل عمل أجنبي.
الصحفي الجزائري والمدير الفني لمهرجان وهران السينمائي محمد علال قال في تصريح لـ"سبوتنيك"، "لغاية اليوم لا توجد تفاصيل كثيرة حول سيناريو الفيلم، ولم تقم المجاهدة جميلة بوحيرد بالتعليق بشكل رسمي، وحسب كلام المخرجة، الفيلم يبدأ تصويره مطلع 2018 في المغرب".
هاته المرأة انها جميلة بوحيرد مناضلة جزائرية وقفت الى جانب اخوتها في الحرب ثم انتقلت لتكمل نضالها في فلسطين نعم انها بطلة😊 #الجزائر pic.twitter.com/1YybZKTh20
— ❤Ilham Queen🖤 🇩🇿 (@Forca_Barca11) March 19, 2017
وحول الحرب القائمة عليها من وسائل إعلام جزائرية قال علال "أعتقد أنه لا يمكن الحكم على نوايا المخرجة، فقط لأنها مغربية، بأنها ستنتج فيلم يسيء للجزائر، هذا الجدل الدائر اليوم حول الفيلم، سيخدم تسويقه فيما بعد، وسيجعله مثير للاهتمام، وبالنسبة لعلاقة الفيلم بالمجاهدة جميلة بوحيرد، فالمخرجة لم تقل أنها ستقدم فيلم عن سيرة ذاتية لها، هو فيلم يحكي قصة مجاهدة قد تتخيلها جميلة بوحيرد أو زهرة ظريف".
أخر الاحداث عبر «مصر العربية».. جميلة بوحيرد تصرخ: أنقذوا جورج عبد الله من سجون فرنسا https://t.co/8bJgoc9GhR pic.twitter.com/jMkSuowflB
— kalamromancy (@kalamromancy) March 4, 2017
وأضاف "عادة أفلام السير الذاتية تحتاج إلى تراخيص أو تصريحات، وموضوع مثل جميلة بوحيرد تحديدا، لأنها على قيد الحياة سيثير الجدل، فبالنسبة للموضوع من حق أي مخرج أن يشكل رؤية تجاه أي شخصية، ولكن لو كانت سيرة ذاتية مباشرة فتحتاج موافقة من بوحيرد".
وعن موقف الجزائر الرسمي من الفيلم، قال محمد علال "بالنسبة للجزائر، الدولة ترفض بشكل قاطع أن يتم إخراج أي فيلم عن الثورة الجزائرية ومجاهديها دون موافقة من وزارة المجاهدين، وهذا الإشكال طرح مؤخرا، لفيلم "العربي بن مهيدي" للمنتج والمخرج بشير درايس، الذي أراد إشراك منتج فرنسي، ورفضت الجزائر رفضا قاطعا، وهو الآن إنتاج جزائري كامل، واذا أرادت هدى بن يامينة التصوير في الجزائر، لن تتمكن بحكم القانون، ولذلك سيصور في المغرب، وتقدم الرؤية التي تراها، ونحن في انتظار الفيلم، ولا أحد يستطيع منع بن يامينة حتى جميلة بوحيرد نفسها".
وعن أفلام السيرة الذاتية، قال المدير الفني لمهرجان وهران "في عام 2014، انتفضت عائلة أمير موناكو، على فيلم "جريس أوف موناكو" إخراج المخرج الفرنسي أوليفيير داهان، الذي قامت ببطولته نيكول كيدمان في دور نجمة هوليوود جريس كيلي، التي تزوجت من أمير موناكو رينيه، وقالت العائلة أن الفيلم يسيء لها، ولكنه عرض في افتتاح مهرجان كان 2014".
@CleopatraPhVII @sallysaad17 @MasryaAna15 @emanmoh66107049 دي جميلة بوحيرد pic.twitter.com/FUyy08D4VP
— الطاهرTAHAR (@abuouijdane) February 28, 2017
وأضاف محمد علال في نهاية تصريحه "السير الذاتية دائما ما تتقاطع مع العائلات، وصعب جدا تناولها، وبالنسبة لي كصحفي جزائري، لا أستطيع الحكم على نوايا المخرجة، لأني لم أطلع على السيناريو، والفيلم نفسه لم ينجز، وإذا أرادت الجزائر أن تخدم تاريخ ثورتها، فعلى أجهزة وزارة الثقافة أن تباشر بالاتصال بالمخرجة والتواصل معها، وتتحقق من أحداث الفيلم، حتى نخرج من دائرة التصريحات والتهم المجانية".