وقد أختلفت البيانات عن ضحايا هجوم صاروخي. فقد أفاد محافظ حمص أن 7 أشخاص قتلوا: 5 جنود و2 من المدنيين من القرية، التي تقع في القاعدة الجوية. ووفقا لوزارة الدفاع الروسية، فأن 2 من الجنود السوريين في عداد المفقودين، و4 قتلوا وأصيب 6 بحروق في مكافحة الحرائق. في حين أعلنت القوات المسلحة السورية أن 10 جنود قتلوا.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن مستودع للذخائر قد دمر، ومبنى تعليمي، وغرفة طعام، بالإضافة إلى 6 طائرات كانوا في حظيرة إصلاح من طراز ميج 23 والرادار.
وقال مراسل "سبوتنيك" ويعد واحدا من الصحفيين الأوائل الذين تمكنوا من دخول قاعدة الشعيرات ورأى بعينه آثار الهجوم الصاروخي صباح اليوم، أن بعض من معدات الطيران، بما في ذلك 5 مقاتلات لم يصابوا في الهجوم، لكن المدرج أصيب ولكن ليس إصابة شديدة، في حين تم تدمير 8 حظائر لطائرات بالكامل بالإضافة إلى معداتهم.
التفاصيل الأولى
فقد صرح محافظ حمص طلال برازي لـ"سبوتنيك"، بأن "الحديث عن حجم الدمار لا يزال من الصعب، مؤكدا أ، القاعدة الجوية التي استهدفت في الهجوم ستستأنف عملها في المستقبل القريب لمواصلة القتال ضد الإرهاب".
وأضاف أن، معنويات الجيش والشعب السوري لم تنهار بسبب الهجوم، لأن مثل هذه الأمور معتادة من قبل الولايات المتحدة ومن الممكن أن تتكرر.
من ناحية أخرى، بالأمس فقط، كان المؤتمر الصحفي الطارئ لوزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي أدلى فيه ببيان رسمي، وقدم للصحفيين فرصة لطرح أسئلتهم.
وشدد خلاله على حقيقة أن الجيش السوري منذ فترة طويلة لا يمتلك أي أسلحة كيميائية، والقوات لم تستخدم قط مثل هذه الأسلحة ضد أي إرهابيين، ولا المدنيين على وجه الخصوص.
وفي معرض حديثه عن موقف الدول الغربية، قال المعلم ساخرا، "الغريب أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قال أن الهجوم الكيميائي في إدلب نفذه الطيران السوري، ونسى أن يذكر لنا اسم الطيار."
دون أدنى شك، فإن الدول الغربية وتركيا والمملكة العربية السعودية ودمشق أحزاب المعارضة دون دلائل يدينون الرئيس السوري بشار الأسد. ويبدو أنه لا يوجد شئ لديهم لصالح الأسد.
لا شئ خطير كما يبدو
في المنطقة المحيطة بالمطار الخالي تماما. فقط عند المدخل يوجد مجموعة صغيرة من القوات السورية. ليس بعيدا عن نقطة التفتيش، التي انفجرت بسبب المواد شديدة الاشتعال التي كانت بالمستودع.
قام أحد الضباط بمرافقتنا بالقرب من مدرج الطائرات، حيث من المفترض أن يكون هناك مجموعة من الصحفيين الروس، فهناك حظائر الطائرات، التي استهدفتها صواريخ "توماهوك".
وقال لـ"سبوتنيك"، إنه "من الواضح أن قصة الكيماوي المزعومة — كذب، فقد هاجموا ببساطة لانها سياسة، "فهم يكذبون ومن ثم يهاجمون"، ونحن لدينا هنا 10 رجال قتلوا، وهناك ضحايا مدنيين، متسائلا، لماذا كل هذا..".
وخلال المحادثة، تذكر، عندما قصفت طائرات أمريكية بطريق الخطأ قاعدة للجيش السوري في محافظة دير الزور، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 عسكري. وبعد ذلك قام إرهابي "داعش" بمهاجمة القاعدة العسكرية، وفي وقت لاحق قدم البنتاغون اعتذار بسيط عن هذا الخطأ الجسيم.
هذه القصة تكررت اليوم في شرق حمص. حيث قام مقاتلي داعش بمهاجمة مواقع للجيش السوري على طريق حمص- تدمر بالقرب من أكبر مصفاة للبترول في البلاد واستمر الهجوم لأكثر من ساعة حتى جائت إلينا تعزيزات ومن ثم لاذوا بالفرار إلى الصحراء، وتقريبا في نفس الوقت كانت الصواريخ الأميركية تستهدف القاعدة الجوية والتي تبعد عن المصفاة بحوالي 30 —40 ميلا فقط.
وبينما نحن نقف بالفعل على المدرج ونتحدث، لفت انتباهنا إلى أن المدرج لم يتضرر. وأن محافظ حمص كان على حق عندما قال إن القاعدة سوف تستأنف عملها في القريب العاجل، وأن معظم الطائرات في حظائرها لم تتضرر.
لكننا نشم رائحة حريق في الهواء نتيجة للهجوم على مخازن الذخيرة. ولكن ممنوع الاقتراب من هذه المناطق، لدواعي الأمن حيث من المرجح أن جزءا من الذخيرة لم يفجر.
اليوم الولايات المتحدة للمرة الأولى خلال الحرب في سوريا، تهاجم عن عمد القوات الحكومية، مستخدمة ذريعة مشكوك فيها. وكما أشار محافظ حمص، من يدري إذا كان الهجوم الأمريكي سيتكرر مرة أخرى أو سيقومون بحملة عسكرية موسعة في سوريا؟