وقال المالكي في بيان له " أن الضربة الأمريكية ما هي إلا رسالة من واشنطن إلى حكام المنطقة، مفادها تنفيذ القرارات الأمريكية وعلى العكس سيكون التعامل معكم بالقوة"، موضحا، أن أمريكا لا تحتاج إلى قرارات دولية لضرب أية دولة في المنطقة.
فيما أعتبر رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب حاكم الزاملي، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتغيير النظام السوري بنظام آخر "موالٍ لها"، مبينا أن الضربة الأمريكية الأخيرة في سوريا أعطت "دفعة معنوية" لتنظيم "داعش".
وعن هذا الموضوع يقول الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي لوكالة "سبوتنيك" " أي عملية تحصل لمساعدة تنظيم "داعش" في إعادة اتزانه وقدرته على المشاغلة والتعرض في سوريا ستؤثر سلبا على مسرح العمليات العسكرية الدائرة في العراق، أما على المستوى المعنوي فإن العملية الأمريكية الأخيرة في سوريا سوف تنعش التنظيمات الإرهابية من جديد وربما يجعل بعض الشخصيات التي التحقت بالتنظيم والتي لربما قررت الانسحاب منه، فإنها سوف تعيد حساباتها من جديد وتستأنف نشاطها، وبالتالي وفي جميع المقاييس فإن الضربة الأمريكية غير موفقة في سوريا، وإذا قيمنا هذه الضربة على مستوى التأثير فإنها خدمت الدولة السورية والجيش العربي السوري وأضافت رصيد كبير جدا للدور الروسي، ليس على المستوى العسكري فحسب، وإنما على مستوى التأثير في الرأي العام الإقليمي وربما حتى الدولي في جعل روسيا الجهة الوحيدة التي تدعم القوى التي تواجه الإرهاب قولا وفعلا، أما الولايات المتحدة فهي قولا تدعي انها ضد الإرهاب ولكنها عمليا فهي تتخادم مع الإرهاب، ولربما ما تبقى من القناع الأمريكي قد سقط بعد هذه الضربة".
وأضاف الشريفي "في القياس العسكري فإن الضربة الأمريكية لسوريا خسارة في جميع المعاني، فعلى البعد التقني فإن القاعدة السورية التي ضربت بصواريخ "توماهوك" والتي ضربت بالحد الأدنى بحدود 59 صاروخ "يبلغ سعر الصاروخ الواحد 1.5 مليون دولار" فمعنى ذلك أن الضربة كانت باهظة الكلفة وواطئة النتائج، فضلا على أنها أظهرت أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تقتحم الاجواء السورية بطائرات فقررت ارسال صواريخ خشية من اسقاط طائراتها، وهي بذلك أعطت رسالة للرأي العام أن المنظومة الصاروخية الروسية تمثل تحدي حال دون قيام الولايات المتحدة بالمناورة عبر طائراتها خشية من الصواريخ الروسية".
من جانبه يقول رئيس مركز القرار السياسي العراقي للدراسات هادي جلو مرعي لوكالة "سبوتنيك" " إن ردود الأفعال في المنطقة على الضربة الأمريكية لسوريا تبين مدى الانقسام والميول التي عليها كل دولة تجاه الملف السوري، وهناك دول سارعت بشكل لافت إلى تأييد الضربة الأمريكية كالمملكة العربية السعودية وتركيا وإسرائيل، في حين عبرت بعض الدول عن رفضها للضربة كإيران وبعضها عبر عن نوع من عدم الانحياز كالعراق، والذي أصدر بيانا فيه نوع من المهادنة وعدم الانجرار وراء التصعيد، لا مع ولا ضد، باستثناء بعض المواقف الداخلية الرافضة لتلك الضربة".
وأضاف مرعي "إن ما قصده نائب رئيس الجمهورية العراقي من أن هذه الضربة الأمريكية ستدعم الإرهاب، هو يقصد الإرهاب العالمي، وتنظيم "داعش" بالتأكيد سيشعر بحرية الحركة والمناورة، وسيفعل ما بوسعه من أجل إثبات وجوده في سوريا والعراق، وبالتالي التدخل الأمريكي بهذه الطريقة قد يضعف الحرب ضد الإرهاب".