وأفدت مراسلة "سبوتنيك" في العراق، نقلا ً عن مصدر أمني عراقي، بأن طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب، أوقف ضرباته في الساحل الأيمن للموصل، بشكل نسبي وليس بالكامل، منذ مطلع نيسان/إبريل الجاري.
وأضاف المصدر الذي تحفظ الكشف عن أسمه، أن التحالف غير اعتماده على المصادر العراقية في تحديد الإحداثيات العسكرية لأماكن عناصر "داعش"، بعد المجازر التي راح ضحيتها أكثر من 600 مدني من القصف، خلال آذار/مارس الماضي.
وتابع المصدر، أن التحالف أصبح ينفذ ضربات نوعية على أهداف محددة جداً وممتازة، منذ مطلع هذا الشهر، وتمكن من تدمير مخزن أسلحة ومستشفى ميداني لتنظيم "داعش" في الساحل الأيمن تحديداً قرب جامع "بركة الرحمن" في حي 17 تموز غربي المدينة.
وأكمل المصدر، أن خمس مواقع استهدافها التحالف الدولي ضد الإرهاب، قرب الجامع المذكور والمناطق القريبة منه، وكلها أسفرت عن قتل 103 عنصرا ً من تنظيم "داعش"، دون أن يكون من بينهم أي مدني.
وعدد المصدر، قتلى "داعش"، إثر ضربات التحالف، حتى نهاية الأسبوع الماضي، وهي: 13 عنصرا ً، في الموقع الأول — و6 عناصر في الثاني، وو18 في الثالث، و18 أيضا ً في الرابع، و48 في الخامس بالضبط قبالة جامع "بركة الرحمن".
بلغ عدد المدنيين الذين قتلهم طيران التحالف الدولي ضد الإرهاب في مناطق الساحل الأيمن، خلال شهر آذار/مارس 2017، (694) بينهم 131 فردا، احتجزهم تنظيم "داعش" داخل ثلاثة منازل في الموصل الجديدة، وأحاطهم بمفخخة كبيرة تم قصفها من قبل التحالف — ما أدى إلى تدمير المنازل الثلاثة فوق رؤوس المحتجزين فيها.. حسب خارطة دموية انفردت "سبوتنيك" بنشرها يوم أمس الجمعة 7 نيسان/إبريل.
وتظهر الخارطة أيضا ً مقتل 36 مدنيا، إثر قصف خاطئ لطيران القوة الجوية العراقية، و113 مدنياً إثر قصف مدفعي وصاروخي لقوات الشرطة الاتحادية.
ويوجد من بين الضحايا نساء وأطفال، لم يتمكنوا الهرب من الساحل الأيمن، لاحتجازهم من قبل تنظيم "داعش" في المناطق القديمة التي يسقط الدار فيها إذا سقط آخر متلاصق معه وتتهالكن سوية كونها أثرية تعود إلى مئات السنين لاسيما في مناطق الساعة، والفاروق، والموصل الجديدة، وباب الطوب والزنجلي ومنطقة النبي جرجيس ، حيث تركز فيها العدد الأكبر من الضحايا المدنيين.
وقالت قيادة التحالف في بيان: "بحلول اليوم، وحسب البيانات عن الفترة من آب/أغسطس 2014 إلى شباط/فبراير 2017، نفذ التحالف 18600 غارة جوية. خلال هذه الفترة، بلغ إجمالي عدد الضحايا المحتملين بين المدنيين، 396 شخصا".
وأضاف البيان: "منذ بدء عملية تحرير الموصل في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2016 وحتى تحرير الجزء الشرقي منها في 18 شباط/فبراير 2017، ورد 37 نبأ عن احتمال سقوط ضحايا بين المدنيين، 15 منها موثوق بها".
يذكر أن الولايات المتحدة تقود تحالفاً دولياً ينفذ منذ عام 2014، عمليات جوية ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، وفي الوقت الذي حظيت فيه هذه العمليات بتأييد الحكومة العراقية.
واستطاعت القوات العراقية أن تحرر أجزاء واسعة من محيط نينوى والساحل الأيسر لمركزها، من سيطرة تنظيم "داعش"، في معركة بدأت يوم 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، وتواصل تقدمها حتى الآن، في الساحل الأيمن منذ 19 فبراير/شباط الماضي.