قصف مدته ساعتين ونصف الساعة
وأشار الحوراني إلى أنه تمت مشاهدة ما يقارب 20 كتلة نارية ملتهبة توزعت على مستودعات الذخيرة وخزانات الوقود إضافة إلى أحد مرابض الدفاع الجوي العاملة لصالح مطار الشعيرات المستهدف. ما يعني أن الإصابات كانت دقيقة وموجهة على تلك الأهداف والنقاط.
وكشف الحوراني أن بيوت قرية الشعيرات لم تسلم من الصواريخ الأمريكية، ليس لأن المطار المستهدف يقع قربها فحسب، وإنما لأن حوالي 4 صواريخ توماهوك سقطت بين بيوت الأهالي المدنيين.
وأكد أنها لم تنفجر، عازياً الأمر إلى اللطف والعناية الإلهية التي تكفلت بالأطفال والنساء والعجزة الذين يسكنون القرية. على حد تعبيره.
وعن الصواريخ توماهوك التي لم تنفجر أكد الحوراني أن وحدات من الجيش العربي السوري وصلت إلى أماكن سقوطها وقامت بأخذها إلى مكان آخر "وعلى الأغلب قامت بتفجيرها أو التخلص من ذخيرتها أو تعطيلها".
ولفت الحوراني إلى أن القصف المتواصل استمر حوالي "ساعتين ونصف"، عانى خلالها الأهالي من أطفال ونساء وعجزة معاناة كبيرة لأنها كانت أشبه بالهزات الأرضية، موضحاً أن موجات صدمة الانفجارات لم تكن سهلة على الإطلاق وإنما تسببت في هلع وخوف ورعب لا يوصف عند الأطفال والنساء إضافة إلى تصدع العديد من منازل القرية.
الأهالي إلى جانب الجيش السوري
وقال: كان هناك خوف من تحرك مجموعات إرهابية مسلحة في محيط المطار أو لخلايا نائمة قد تكون نسقت مع الأمريكان لاقتحام أو التسلل إلى المطار، وتنفيذ أعمال إرهابية جديدة. وبالفعل قمنا بكل واجبنا في مساعدة الجيش السوري وتأمين المطار لشل حركة أي تحرك إرهابي محتمل على الأرض.
خوف وهلع الأطفال والنساء
وأكد الحوراني أن 90 % من بيوت القرية تصدعت أو تضررت بشكل مباشر من القصف، علاوة على الأذية النفسية الكبيرة وحالات الانهيار العصبية التي لحقت بالكثير من الأطفال الصغار والنساء مبيناً أن عددا قليلا من حالات الوفاة حدثت لبعض المصابين بأمراض القلب من كبار السن.
وتوقع أن يكون هناك أضرار على المدى البعيد لأن توماهوك يحتوي على مادة اليورانيوم، الأمر الذي سيؤثر على أجيال قادمة ولا يتعدى ضرره على المدى القصير فحسب، إضافة إلى تضرر البيئة لدرجة كبيرة، أي أن هناك ثمن سيتم دفعه في المستقبل جراء هذا القصف.
وأكد الحوراني لـ"سبوتنيك" العثور على قطع معدنية تشبه المسامير أو القنابل العنقودية، وخصوصاً في إحدى المدارس الأمر الذي دفع بالأهالي لتحذير أبناءهم من الاقتراب منها وامتناع بعضهم من الذهاب إلى حقولهم لأن تلك القطع انتشرت في الحقول أيضاً.
سلاح الترهيب لن ينفعهم ضدنا
وقال: بعد ساعات قليلة عادت الحياة طبيعية إلى القرية ومحيط المطار، ومهما كان صوت الصواريخ مرعباً لأطفالنا ونسائنا إلا أنها لن تنل من عزيمتنا على الإطلاق، ولن تجعلنا نتخلى عن مبادئنا وأرضنا…كما ظهر التلاحم الاجتماعي بين الأهالي بعضهم البعض وبين الأهالي والجيش السوري من جهة أخرى، ومهما هدّدنا الأمريكي فإنه لن يستفد شيئاً.
وختم بالقول: لقد فقدوا سلاح الترهيب الذي طالما لوحوا به ضدنا وضد المظلومين في العالم، ونحن لسنا لوحدنا وإنما الله والحق معنا، ولن يرعبنا عدو لا يفرق بين الحق والباطل.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد شنت ليلة الجمعة 7 نيسان/ أبريل، ضربات صاروخية استهدفت مطار الشعيرات بمحافظة حمص في المنطقة الوسطى، بـ59 صاروخاً أطلقت من سفنها، وبدون أية أدلة مؤكدة زعمت واشنطن أنه انطلاقاً من هذا المطار جرى تنفيذ هجوم كيميائي في محافظة إدلب.